‫الرئيسية‬ رأي لست كباشي القوم يا شمس الدين
رأي - مايو 31, 2020

لست كباشي القوم يا شمس الدين

جعفر عباس
قام شمس الدين كباشي من نوم طويل ثم وجد نفسه يجلس منتشيا فوق “كوم” عالٍ، وما يفوت على الرجل الذي لم يسمع به أحد، ولم يعرف له إنجازا طوال أكثر من ثلاثين سنة قضاها في السلك العسكري، أنه لولا الثورة الشعبية التي قادتها القوى المدنية لظل نكرة كما كان منذ ميلاده وحتى ابريل 2018، عندما قررت اللجنة الأمنية العليا خلع البشير والتحول الى قيادة جماعية للدولة (المجلس العسكري)، وصار الناطق الرسمي باسمها الفريق عمر زين العابدين، وفي غضون أيام اسقط الثوار المدنيون ذلك المجلس وتشكل بديل له ووجد كباشي نفسه في جلباب عمر زين العابدين، وشتان ما بين الرجلين فالأخير فقد منصبه في المجلس وكناطق رسمي لأنه كان جزءا من النظام المباد، ولكنه وبالتأكيد لم يكون طاووسي النزعة كمن حل محله واشتهر بالكذب والغطرسة، فصار مادة للتهكم ولكن ذلك لم يردعه واعتبر ذلك ضريبة “النجومية”
سبق لكباشي ان زار جنوب كردفان قبل اشهر قليلة وقال لحشد من العسكريين ما معناه ان حصة الجيش في الثورة 90%، وظل طوال الأيام القليلة الماضية يلقلق في مواقع مختلفة من جنوب كردفان بلا فرامل، ويقول كلاما مؤداه ان العسكر (نحنا) في بلدنا هذا كوم والمدنيون (هم) كوم آخر، ثم كرر سخيف القول بأنه لو انسحب العسكريون من السلطة ستسقط الحكومة الانتقالية، وما نعرفه هو انه وفي جميع البلدان التي تتمتع بالاستقرار السياسي والأمني لا مكان للعسكر في شؤون الحكم، بل إن وجودك يا كباشي في القصر الرئاسي خرق للقوانين والتقاليد العسكرية، ثم طبزها مرة أخرى بالقول بأنه ما من حكومة تقوى على الاستمرار بدون سند من الجيش، بينما الجيوش الاحترافية تحرس الوطن والدولة وليس الحكومات
ولأن كباشي ضعيف أمام الكاميرات والمايكروفونات فقد ظل خلال جولته تلك يخاطب الحشود هنا وهناك بنفس أساليب سيء الذكر عمر البشير من حيث التلويح بالعصا والديماغوجية (وكان ملاحظا انه لم يكن يرتدي كمامة وهو يتوسط الناس ربما ليثبت لهم انه صنديد ولا يخال من الموت، ولولا انه يمثل السيادة لكان من الواجب اعتقاله لأنه تجاهل قانون الطوارئ الخاص بمكافحة الكرونا بجمع المئات متلاصقين في حيز ضيق)، ثم هل تصدق حقيقة أنك لن تسمح باختيار مرشح قوى الحرية والتغيير واليا على جنوب كردفان؟ هل هذه طريقتك للدوس على الوثيقة الدستورية التي تعطي قحت حق تعيين الولاة
ومن ساقط القول الذي هرف به كباشي: لن نسكت على أي إساءة للقوات النظامية والأمنية؛ فرغم ان العسكريين غدروا بالديمقراطية مرارا في السودان، فلا أحسب ان هناك سودانيا لا يكن الاحترام الكامل والمستحق لقواتنا المسلحة، ولكن من حقنا ان نسأله هل تريد منا ان نحترم جهاز الأمن وهو الذي سام شعبنا سوء العذاب ومارس التقتيل على مدى سنوات حكم البشير العجاف، ولم نسمع بأن الضالعين في تلك الجرائم تعرضوا لأي قدر من المحاسبة؟
من أساء الى القوات المسلحة هم الذين جردوها من السلاح في 3 يونيو 2019 وسد بوابات مقرها الرئيس أمام من كانوا يتعرضون للموت المجاني، وهم من يبيعون الشرف العسكري ويتحولون الى قفف في ايدي الحكام، وهم من يتفادون مناطق التماس ويمارسون البوبار الأجوف في المنابر الطراوة
لا تحسب نفسك كباشي القوم، وعليك ان تدرك ان الثورة الشعبية هي التي أتت بك الى حيث أنت الآن، ووجودك ووجود الحكومة بكل هياكلها رهن برضاء قوى الثورة، وبالتالي عليك تفادي تهديها واستفزازها فقد جربت ذلك طوال أشهر انفراد العسكر بالسلطة وجاءت مواكب 30 يونيو 2019، فعرفت حجمك الطبيعي
وسؤال غير بريء: قبل أيام قليلة وفي سياق حديثك عن الأحداث الدموية الأخيرة التي كان طرفاها الدعم السريع وفصيل مسلح تابع للجيش السوداني قلت إن المجرم صار له مؤسسة وقبيلة!! من وماذا تقصد بذلك؟
من الواجب علينا ان نحترمك يا كباشي، ونخاطبك باحترام لأنك رمز للسيادة في بلادنا، ولكن الاحترام لا يأتي بمراسيم وأوامر ولا تكسبه بالمنصل، وعلى من ينشد الاحترام ان يكسبه بالعمل والقول

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …