على الكباشي أن لا يرفع إصبعه في وجه الشعب
حاتم الفاضل
خطاب الفريق الكباشي الذي ألقاه أمام العسكر في زيارته الأخيره لجنوب كردفان كان خطاباً إستعلائياً وعدائياً من الدرجة الأولى، واذا كنا في ظروف عادية ما كان يجب أن يصدر مثل هذا الخطاب من شخص يفترض أنه قيادي وعضو في المجلس السيادي، كون هذا المجلس بمثابة مجلس عالي يمثل كل السودانيين مدنيين وعسكريين،
في الحقيقة غابت عنا معلومة مهمة وهي هل الزيارة التي قام بها الكباشي هي كونه عضو في المجلس السيادي، أم أنه يمثل المؤسسة العسكرية، والإجابة في كلتا الحالتين كارثية وتجعل الخطاب الذي تفوه هو خطاب تحريضي وعدائي ضد المدنيين داخل وخارج الحكومة المدنية، ولا يليق أن يصدر من شخص مهما كان موقعه سواء كان في المجلس السيادي أم يمثل المؤسسة العسكرية خاصة بعد قيام ثورة ديسمبر المباركة، والتي ظننا واهمين أننا تخلصنا بعد قيامها من اللغة الهنجهية والفوقية والتسلطية التي كان ساستنا وعساكرنا في العهد البائد يخاطبون الشعب بها،
الكباشي وغيره من القوات العسكرية يجب أن يعلموا أن القوات المسلحة هي لخدمة الشعب وليست لخدمة فئة معينة، وهي تربي منسوبيها على الوطنية الحقة وتعاملهم معاملة متساوية ولا تسلح فريق غير فريق، ولا تنزع عنهم السلاح مخافة منهم،
الكباشي وغيره يجب أن يعلم أن العسكري السوداني الذي نعرف هو ذلك العسكري ذو النخوة والشجاعة الحقة ومؤسسته العسكرية هي التي تربيه على نجدة من يستغيث به وتعلمه ألا يقفل أبواب ثكناتها في وجه مواطنين إستجاروا بها هرباً من بنادق ورصاص الغدر الذي كان يطاردهم،
الكباشي وغيره يجب أن يعلم أن القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية لا تحارب المواطن ولا تهدده ولا ترفع بندقيتها في وجهه ولا توجهها نحوه، بل توجهها نحو أعداء الوطن فهذه هي مهمتها في الدفاع وحماية التراب السوداني، وتأمين البلاد والعباد من الإعتداءات الداخلية والخارجية، وعليه قبل كل ذلك أن يعلم وقبل تهديد المدنيين وقبل الرجوع للثكنات والتي حتماً سوف يرجع لها بعد نهاية الفترة الإنتقالية، أن عليهم القيام بواجباتهم السامية المفروضة عليهم في تحرير الأراضي المحتلة من ترابنا في حلايب وشلاتين فهي جزءًا عزيزاً من التراب السوداني ينتظر تحريره،
كلنا نعلم أن الخطاب كان ردة فعل لما صرح به حميدتي في لقائه الأخير عن كباشي والمعلومات المغلوطة التي أوردها كباشي عن العباس، وكلنا يعلم أن الكباشي هو من أمر بنزع السلاح من أشراف القوات المسلحة، وكلنا يعلم أن الكباشي كان في مجلس الأمن للنظام البائد، وهو من يدعم الكيزان ومنسوبي النظام السابق حالياً ويحاول تمهيد الطريق لهم،
كلام الكباشي وما جاء فيه من تحريض على الحكومة المدنية والشعب يجب ألا يمر مرور الكرام، ويجب على المجلس السيادي محاسبته ومساءلته عليه وعلى ما صرح وهدد به، فالخطاب كان واضحاً أن فيه فرزاً للكيمان، وتم فيه رسم خط واضح للحرب بين المدنيين والعسكريين وكانت لغته واضحة وضوح الشمس ولا تقبل أي تفسير غير الذي سمعناه، والخطاب فوق ذلك يؤكد أن هنالك شيئا ما يحاك ويتم التدبير له فأحذروه،
نصيحة أخيرة، على الكباشي وغيره من القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية أن يتعلم أدب المخاطبة والإحترام في حضرة الشعب السوداني وألا يرفع صوته عالياً وألا يجهر به، والأهم من كل ذلك ألا يرفع أصبعه مهدداً في وجه الشعب، فالشعب السوداني لا ينسى ولا يرحم ولا يغفر.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …