العك السياسي
د.محمد صديق العربي
نرى غباراً في الأفق ولا نرى المتصارعين ، ولكن نعلم من بداخل ساحة المعركة ونعلم من يدير التحكيم فيها ، فقد رأيناه مرات عديدة وعمامته علي الارض لاصقا خده بها ويعد عدا تنازليا معلنا نهاية الجولة متشوقا لرفع يد الفائز في النزال ، وفي قرارة نفسه متمنياً نهاية الجولة بموت الخصم.
مابعد الكورونا حتى المشهد السياسي في السودان سيتغير فالايادي التي كانت تعمل لإنقاذ الأرواح كانت هناك أخرى متربصة، فهي متشوقة لطعم الموت الذي سيملا الطرقات والبيوت والفرقان والريف والحضر فهذه الجائحة لم تصل ذروتها بعد في السودان.
علم صناعة الأزمة يؤدى دوره في المشهد السوداني بإحترافية في ظل غياب وزراء مدنيين لا هم رجالات دولة، ولا هم مهنيين محترفين ويجيدون إدارة الأزمات ، كابسط مثال ما فضحته هذه الجائحة التي قضت مضاجع الأسر السودانية وأحرقت فؤاد الامهات والزوجات والاخوات.
والعمل على إضعاف مكونات الحرية والتغيير بالانسلاخات المباشرة عنها وهيمنة لون سياسي علي تجمع المهنيين وتوشحه باللون الاحمر وإثارة قضايا تزيد من الشقة وتشتت الحاضنة الشعبية للحكومة الانتقالية.
السيناريوهات المتوقعة كالآتي:-
١. إنقضاض العسكر علي السلطة بعد وجود ضامن اقليمي يعمل علي إيجاد الضامن العالمي ( سيناريو مصر ) وفي هذه الحالة سوف يسعى حكم المباراة علي إيجاد الحاضنة الشعبية بامثال (اللايفبويات) وحزب العِمة نفسه.
٢. انقلاب عسكري داخلي مستعينا ببندقية بعض أو كل حركات الكفاح المسلح، بإيعاذ من حيزبون آخر سعت في سبعينيات القرن الماضي علي الاستيلاء علي السلطة بانقلاب عسكري أيضا وستعمل الحيزبون علي إيجاد الحاضنة الشعبية وتحالف معسكر الشرق كضامن عالمي.
٣.تعقل العسكريين أكثر من تعقل الآخرين والعمل بجدية مع الحكومة المدنية الحالية ومعالجة بواطن الخلل فيها ، وترك التلفت يمنة وشمالا في استجداء مانحين بشروط قاسية وتدخلات حتي في تعيين رجالات الدولة والإيمان بان من صنع التغيير هم شباب السودان الذي جل همهم إعلاء هامة الوطن ولا تهمهم الكراسي أو المناصب.
٤. الاغتيالات والتصفية الجسدية وصناعة الفوضي والحرب والنزوح وشيطنة الخروج علي الحاكم لا يجلب الا الدمار ، وحينها ستكون المعارضة المسلحة التي تسعي للسيطرة علي الحكم قوات الدعم السريع.
٥. ثورة وإنتفاضة شعبية جديدة وهذه تعمل عليها الزواحف ليل نهار وبدون ظهورها في العلن ، وقد تنجح في ذلك مع هشاشة الوضع الحالي وتراخي السلطات الأمنية حتي في بسط الأمن العام وعاد ماكنا نشاهده في ثمانينيات القرن الماضي من سرقات ونهب وقطع طرق.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …