‫الرئيسية‬ رأي هواء طلق.. فلويد والإنترنت والعدل والطمأنينة والانتماء
رأي - يونيو 1, 2020

هواء طلق.. فلويد والإنترنت والعدل والطمأنينة والانتماء

فتحي البحيري

تابعت تداعيات مقتل المواطن الأمريكي متأملا احاول الإجابة على أسئلة متناسلة ومتكاثرة بلا هوادة.. ماذا لو لم يكن هناك طرف ثالث قريب صور هذه الدقائق الاخيرة البشعة؟ ماذا لو أنه صورها ولم يشأ أو لم يستطع إرسالها إلى حيث امكن لعشرات الملايين ومئاتها حول العالم مشاهدتها ومعرفة ما جرى؟ بنحو آخر.. ماذا لو لم يكن هناك هواتف ذكية وانترنت وفيسبوك وواتساب وتويتر؟

الأسئلة تعيد رصف نفسها كاجابات وافتراضات ونتائج أخرى بكل سرور.. فلويد لم يكن وحده الذي مات بهذه الطريقة اللاإنسانية.. حول العالم.. ولا حول الولايات المتحدة.. الحكومة أو الدولة أو حتى المجتمع.. أي دولة واي حكومة واي مجتمع.. لم يصلوا بعد إلى النضج الكافي لكي يشكلوا سياج الحماية والأمان الضروري لأي فرد داخل المجتمع وداخل الدولة. نحن الآدميون.. وبعد كل هذا الركض الماراثوني وبعد كل هذا التعب في مضمار التطور والحضارة والإنسانية نعيش حالة هي أشد خوفا وخطورة وبؤسا من كل حالاتنا السابقة منذ سكنى الكهوف ولبس الجلود والاعتياش على الصيد والالتقاط.

انت لست محميا ولست بأمان سواء كنت مواطنا أمريكيا أو كنت سودانيا في السودان. يمكن أن تموت بأي لحظة (سمبلة) ويتواطأ جهاز الدولة كله في الاجهاز عليك ومكافأة من قتلك. ما الذي يتعين علينا أن نفعله بالضبط ليعود العالم مكانا أكثر طمأنينة وأقل خوفا.. رفيقا يصلح أن تعطيه ظهرك وتنام في هدوء
.. لا شيء بالضبط.. فكرة الخيوط المتشابكة تزداد تعقيدا وفوضى. ولكن يبدو أن ثمة ذؤابة من نور في الأفق.

لقد جعلت الإنترنت وأدواتها الصلبة من هواتف ذكية وحواسيب لوحية وما استجد منها أو يستجد وتطبيقاتها التي على رأسها عمالقة التواصل من تويتر وواتساب وفيسبوك وغيرها الضعفاء والمهمشين قادرين على المقاومة والاحتجاج بشكل أفضل بكثير مما مضى.. هنا رأس الخيط.. وهنا الوميض المؤكد بشكل مباغت َومدهش انه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.

دعونا نواصل التأمل إذن فيما انتظم المدن الأمريكية هذه الأيام من احتجاجات لها ما بعدها دوم شك.. ودعونا نأمل أن تخدم تداعيات ما يحدث فرص وإمكانيات المقاومة والإصلاح حتى يعود بوسعنا الحلم باسترداد العالم مكانا نسكنه نحن جميعا والعدل والطمأنينة والانتماء

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …