إذا: أردتم هدم معبدنا الثوري فهاكم القول
فاروق عثمان
إن الصراع الدائر رحاه بين المجموعتين في تجمع المهنيين هو شي يدعو للأسف والحسرة والبكاء.
فتجمع المهنيين كان أيقونة الثورة وحجر زاوية إنتصارها ومحور التماسك الثوري والوجدان والنفسي لجميع الثوار والثائرات.
وما حازه من محبة وتقدير وإلتفاف لم يحزه جسم سياسي أو مهني أو نقابي طول فترة نشوء الدولة السودانية الحديثة.
إن هذا الصراع لا يمكن وصفه إلا أنه قمة الانتهازية، ومنتهي التهافت المناصبي والإمتيازي، وكورونا التسلق، فمهما كانت المبررات التي ساقتها المجموعة المنهزمة في الانتخابات فإنها لا توصف إلا بانها نوع من عدم الوطنية وتدمير صرح نضالي ومهني وأيقوني خالد عن قصد وتعمد، تشكل وأنغرس في ذواكر السودانين الجمعية، أو شي يرقي للخيانة الوطنية فلا يمكن لحريص أن بشق أو يدمر أو يهد معبدا وصرحا نضاليا شامخا وراسخا، لا لشي إلا لأنه تجرد من امتيازات السلطة و فلاشات بريقها ومكاسبها المعنوية والسلطوية، ففرية الحزبية والتحزب لا ترقي للمناقشة إن لم تدعو للشفقة والرثاء، كون معظم أو كل اعضاء السكرتارية السابقة أو الحالية منظمون ومنتمون لأحزاب، وهل الانتماء لحزب هو مسبة أو انتقاص لشخص ينادي ويدعو لتأسيس وطن ديمقراطي متعدد قائم علي شرعية التنافس الحزبي ، ولماذا وافق المحتجون علي إجراء الإاتخابات أصلا، إذا كان بها عوار أو عيب، بل السؤال هل اللجنة السابقة أتت عن طريق انتخابات و نقابات وأجسام منتخبة وقانوية استوفت كامل شروط تصعيدهم. بل أين مؤسسي هذا الصرح أمثال د. محمد يوسف المصطفي والصحفي ود الأمين ممن قام التجمع علي جهدهم وتعبهم؟
لو كانت المجموعة التي أرتضت الانتخابات شكلا ومضمونا وإجراءات ، ورفضتها النتيجة، نسبة لخسارتها، حريصة علي الثورة كفعل والتجمع ككيان، كان عليها أن تدعم اللجنة الجديدة وتبقي هي كمعارضة فعالة وفاعلة، داخل أطر التجمع وتسعي لإستكمال وبناء النقابات حتي تكون هناك انتخابات قادمة مبنية علي منطق ومنهج وقبول وإجماع ،لو فعلت هذا لنجحت في اختبار الوطنية وتمارين الديمقراطية، وكنا سنرفع لهم القبعات، ونحني لهم الهامات ونتجاوز حبا وكرما عما اقترفوه من أخطاء و سيئات، وكنا سنضمن نحن من يراقب لنا اللجنة الجديدة حتي لا توردنا موارد الهلاك كسابقتها الخاسرة و المحتجة، ولكن أن تمارس هذا النوع من ركوب الرأس المعيب والتشبث المناصبي الغريب، لتشق هذا الكيان فإنها ستكون محاسبة ومغضوب عليها، ليس أمام الثوار ولكن أمام التأريخ والأجيال، وستكون وصمة عار تلطخ كل صفحاتهم الي أبد التأريخ.
ان اللجنة السابقة تتحمل وزر الوثيقة المعيبة والمثقوبة التي نرزح تحت وطأة سوءها ونئن، وتتحمل انتكاسة الثورة التي انتهت الي خناث ثوري يغلب على جيناته العسكر ويسيطر، لا يعرف أصله أو جنسه وتصنيفه الثوري، وضاعت دماء الشهداء الخلص ودموع المغتصبات وعبرات والدات الشهداء ما بين لجنة وأديبها، هؤلاء الذين ضحوا بصدق ووقفوا ببسالة واستشهدوا بشجاعة وذبحوا ببشاعة، أوصلوكم الي كراسي السلطة الوثيرة، فلا أتيتم لهم بحق ولا حافظتم علي ثورة أعطوها لكم بدمائهم وأرواحهم مبرأة من كل عيب ولكن أصررتم علي إرجاعها وانتكاسها بسوء إدارتكم وتهاونكم، ونقضكم لعهدكم معهم، فكيف يكون لكم عين أو حق ليكما تظلوا في مشهدنا الثوري دكتاتورية وحمرة عين.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …