‫الرئيسية‬ منوعات استيلا قاتيانو تفوز بجائزة Pen وتبارك لأبطال روايتها وملهميها
منوعات - يونيو 11, 2020

استيلا قاتيانو تفوز بجائزة Pen وتبارك لأبطال روايتها وملهميها

منوعات – الشاهد

فازت الكاتبة والروائية استيلا قايتانو بجائزة Pen البريطانية للرواية المُترجمة، هذا العام. وحل كتابها (أرواح أدو) الذي نقلته للإنجليزية المترجمة سعاد حسين خامساً من بين تسع عشرة رواية نقلت عن ثلاث عشرة لغة، في لحظة حيوية غير مسبوقة كما وصفتها الجائزة التي أعجبت بجودة وتنوع الروايات المقدمة ومجموعة الناشرين المتقدمين بالقول: “نحن سعداء بالنتيجة، التي تمثل انتشاراً لغوياً وجغرافياً واسعاً جداً”.
وفي لفتة مبتكرة باركت استيلا لرواية ارواح ادو ولكل شخصية فيها “فوزهم” بالجائزة وأضافت “ومبروك لكل ملهم وملهمة من قبل ومن بعد ..
ومبروك لكل من ساعد وساند ..
أنا سعيدة وبس
وشكرا English Pen شكرا لجنوب السودان وشكرا السودان ..المكان البطل”
وتعتبر استيلا، الطبيبة الصيدلانية وكاتبة القصة القصيرة في جنوب السودان المولودة في العام 1978 في العاصمة السودانية الخرطوم ، إحدى رائدات الكتابة القصصية باللغة العربية في جنوب السودان التي عادت إليه طواعية عقب الاستقلال تاركة وراءها سنوات من الذكريات عاشتها في الخرطوم.
انعكست ذاكرة المنشأ ومعاناة الصراع على قلم استيلا، فكانت جميع شخوصها في الكتابة تتحرك في فضاء الاستبعاد السياسي والثقافي والاجتماعي، وجاءت بأبطال قصصها ممن يعيشون في المساكن العشوائية في أطراف المدن وفي أماكن تفتقر لأبسط مقومات الخدمات، أو ممن يعانون من التفكك بعد أن لجأوا إلى الخرطوم كموطن بديل لمناطقهم التي فروا منها بسبب الحرب.
أعمال الأديبة جنوب السودانية، مثلت المرآة التي تعكس واقع الحياة التي تعيشها الكاتبة كممثلة لمجتمعها الثقافي في ظل صراع سياسي وحرب تستهدف منطقتها (جنوب السودان) الذي ظل مسرحا للمواجهات العسكرية بين الجيش الحكومي ومتمردي الحركة الشعبية.
وتعد استيلا كاتبة من الجيل الثاني في تاريخ الكتابة القصصية والإبداعية في جنوب السودان، فهناك رواد ومؤسسين سبقوها في هذا المجال مع اختلاف لغة الكتابة، حيث ظهرت أعمال فرانسيس دينق الروائية (طائر الشؤم وبذرة الخلاص) في وقت مبكر في ثمانينات القرن الماضي بالإنجليزية ترجمت فيما بعد الي العربية.
بجانب كتابات جونسون ميان، في القصة القصيرة، واقنس لاكو فوني، التي نشرت أعمالها القصصية في مجلة “سودان ناو الانجليزية” في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت معظمها كتابات تحكي عن تجارب الحرب وتبني فضائها السردي من أحداثها ومفارقاتها.
المنوال نفسه سارت عليه استيلا قايتانو، وكذلك أرثر قبريال ياك، في مجموعته القصصية الصادرة بالقاهرة بعنوان (لا يهم فأنت من هناك) بعد أن اختارا اللغة العربية كوسيط للكتابة نسبة لظروف نشأتهما ودراستهما في الخرطوم والقاهرة، فاختلفت موضوعات تناولهما عن الجيل الأول، في الزمان والمكان مع الحفاظ علي وحدة الموضوع الذي هو الحرب و النزوح.
تم التعرف علي كتابات استيلا من خلال كتاب “دروب جديدة” في عام 2002، والذي أصدره نادي القصة السوداني واشترك فيه كثير من الكتاُب الشباب، وهو كتاب يتضمن مجموعة من القصص تناولت مواضيع مختلفة.
ومن أشهر قصص الكاتبة هي “بحيرة بحجم شجرة الباباي”، وتتحدث القصة عن علاقة بين جدة وحفيدتها وهذه العلاقة حميمة وقامت الجدة برعاية الحفيدة واحتضانها حين مات أبواها وهي صغيرة وختمت القصة الأسطورية بتجسيد الكاتبة للاعتقاد بأن الإنسان الجنوبي لا يؤمن بالموت بل بالانتقال من حياة إلي حياة أخرى.
صدرت لاستيلا أولي مجموعاتها القصصية تحت عنوان (زهور زابلة) في العام 2004، عن “دار عزة” للنشر الخاصة بالخرطوم، لتعود بعد عشرة أعوام لتدشين كتابها الثاني بجوبا عن “دار رفيقي” للنشر تحت عنوان “العودة”.

‫شاهد أيضًا‬

الإرادة

ريم عثمان : كتابات حرة الحياة رحلة طالت أو قصرت تحتاج أن نعيشها بسعادة وعطاء، أن نأخذ منها…