انهم يطعنون الثورة في جديتها
نجلاء عثمان التوم
الأذى الأكبر في موضوع سرقة صفحة تجمع المهنيين والانقلاب على شرعية صندوق الانتخابات، وكذلك تصريح حزب الأمة حول تجميد عضويته في قحت وفي نفس اللحظة المشاركة بشكل انتقائي في الحاجات المهمة، ثم استقالات الأصم وإبراهيم الشيخ العلنية و التراجع عنها في الخفاء ومواصلة الحياة عادي بدون اي توضيحات ذات شأن، َوكذلك تصريحات حميدتي حول الديمقراطية بالضر، وفتاوى اردول حول مليونية ٣٠ يونيو ، الأذى الاكبر في هذه التصرفات الخرقاء الركيكة أنها تحدث تهتكات فكاهية خطيرة في الخطاب السياسي العام الذي ارتقى به الثوار واكدوا على جديته الحادة عبر تضحيات ضخمة بما في ذلك الإنفتاح على خيار الموت في المواكب والاعتصامات والمعتقلات. ثورتنا أظهرت قدر مهيب من الانتظام والصرامة والجدية والنضج لأن أمرها جدي وحدي وشديد الخطورة، وبذلت فيها مجهودات لا يمكن حتى حصرها، وما يترتب عليها يشكل مستقبل وحيوات الشباب وهم الشريحة السكانية الاكبر في السودان. لقد محقت الثورة ركاكة الكيزان وهبالتهم و وضاعة سعيهم، وكشفت انهم مجرد هوان يعاني من غباء مستفحل وضيق في الخيال. كما تحدت الثورة بخطابها الواعي الجسور المسؤول النخبة السياسية و ارغمتها على الركض وراء الشارع وترتيق ولاءات مستعجلة للتغيير. ونجحت الثورة في ترفيع مكونات قحت واعادة توطينها في الفعل السياسي و كانت مجرد ديكور جانبي جدا في فترينة الإنقاذ. لكن الأهم هو أن نعي ان هذه الانجازات ليست وليدة الصدفة، فكل إنجازات الثورة وعظمتها صادرة عن الصدق والجدية والصرامة الشعبية وقيم الصبر والمروة وحماية المستجير والكرم والايثار والتضحية. دي كلها ركائز قوية ومستقرة ومستمرة فينا. لذلك أرى في تصرفات الأصم و مولانا داك والإمام وابنته ومبارك اردول وعرمان وبقية المستهبلين خطر كبير على الثورة، لأنهم يطعنون في جديتها ويفتحون باب الركاكة على مصراعيه بعد أن ركلها الشهداء بدمهم الحاد الجذري، ويخرقون الصرامة التي هي كل ما نعول عليه، و يجمعون علينا أذى الصغر والسبهللية . لا يجب أن نسمح لهؤلاء المرضى بالاستمرار في تحويل ثورتنا إلى ملهاة، أو ساحة خصومات شخصية وضيعة، أو فضاء توهم ذكوري بالعظمة والصواب والحكمة، أو موضع شهوة لا تنقضي للسلطة، أو شعور بالاستحقاق الكامل مخدوم بالقدرة على تزييف الواقع. دي كلها ركاكة وحاجات خرقاء ولا تشبه الفعل العظيم الكبير المنظم الواعي بنفسه الذي أعاد للسودانيين شعور الكرامة والعزة والقدرة والحرية. يجب إسقاطهم بصرامة قبل أن يفسدوا علينا شريعتنا الثورية.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …