‫الرئيسية‬ رأي هواء طلق… تجمع المهنيين… المهمة الثورية المتحولة
رأي - يوليو 3, 2020

هواء طلق… تجمع المهنيين… المهمة الثورية المتحولة

فتحي البحيري

كتب على تجمع المهنيين في وقت من الأوقات أن يكون هو مايسترو الثورة وتختة المواكب والمليونيات.. تلك المهمة التي بلغت ذروتها في كامل النصف الأول من سنة ٢٠١٩ ولكن التجمع الان إذا اريد له الحياة والاستمرار فإنه إزاء مهمة أخرى ومختلفة هي قيادة تأسيس نقابات ديمقراطية قوية وتجمع نقابي متين يحرس الحياة المدنية الديمقراطية القادمة ويساهم في توفير وتوسيع الحاضنة الاجتماعية لها. من منطلق وجهة النظر هذه يصبح للصراع الحالي على قيادة تجمع المهنيين حجمه الصغير جدا قياسا بحجم الحزن والاشفاق الذي يندلق هنا وهناك على مآلات الجسم الثوري العملاق وخيبات وخذلانات الأشقاء والرفاق. فالانشقاقات التي تحدث الان في تجمع المهنيين لن تؤثر كثيرا على مهمة استكمال أهداف الثورة والتي انتقلت بالكامل ليد لجان المقاومة في طول وعرض البلاد لا سيما وأن هذه اللجان قد أظهرت قدرات تنظيمية هائلة لم تكن متوقعة منها وبدت فعلا كأفضل تنظيم يحدث في السودان حتى الآن كما أصاب الزعيم جعفر خضر كبد الحقيقة أمس.

إن الاجتهادات التي تتناثر الان هنا وهناك لاحتواء هذا الانشقاق لا يجب أن تتوقف ابدا ولكن يتعين عليها أن تساعد نفسها بامتلاك هذه القناعة البديهية، أن تجمع المهنيين مطلوب الان لقيادة التأسيس النقابي الجيد حصريا وليس لقيادة كامل الحراك الثوري وأنه لن يفلح حتى إذا توحد من جديد في المستقبل لأن يكون منصة ينطلق منها أحد للسلطة السياسية.. انتقالية كانت أو منتخبة.

ومن منطلق وجهة النظر نفسها فإن “ثورة” يتعين عليها أن تشتعل داخل هياكل التحالف الحاكم، تحالف إعلان قوى الحرية والتغيير لتصبح لجان المقاومة هي قلب هذه الهياكل وراسها وكبدها وينفتح التحالف قاعديا ليتم بناءه في المحليات أولا ثم الولايات ثم المستوى القومي وينفتح أيضا ليشمل كل الأحزاب والقوى السياسية والمدنية فعلا وكل الحركات المسلحة وكل تجمعات معاشيي ومهنيي الجيش والشرطة حتى لا يبقى سوداني واحد يستشعر انه غير مستوعب داخل هذا التحالف، بخلاف الكيزان والفلول طبعا.

وحتى ذلك الحين فإن الأمر الواقع عقب ٣٠ يونيو ٢٠٢٠ يقول بوضوح أن على الجميع أن يتواضع ويجعل الكلمة الأولى والأخيرة في طريقة تشكيل المجلس التشريعي والولاة المدنيين للجان المقاومة وحدها وليس لأي جهة “غير ماذونة” أخرى.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …