‫الرئيسية‬ رأي إنها أمانة .. يا حمدوك
رأي - يوليو 4, 2020

إنها أمانة .. يا حمدوك

على نور

نظراً لأننا لم نطبق الشرعية الثورية في محاكمة رموز نظام الإنقاذ الإخواني الذي أسقطناه في الحادي عشر من أبريل من عام 2019 ؛ فقد تلاسن علينا الإخوان المسلمون وتطاولوا على ثورتنا العظيمة لأن : ( من أمِن العقاب .. أساء الأدب ) ؛ إلى أن اختلط الحابل بالنابل الأمر الذي زرع الريبة والشكوك في أوساط الثوار ؛ هذا أمر استفادت منه قوى الردة والثورة المضادة الإخوانية كثيراً ؛ فأصبح كل من ينتقد أداء حكومة الثورة بغرض التصحيح ينعت بالكوزنة ؛ لذا ولكي أبعد عار الأخونة عن نفسي أجدني مضطراً لأن أبدأ مقالي هذا بشعار الثورة الرئيس. : أي كوز .. ندوسوا دوس…..
إن المرحلة الإنتقالية يا مدنيي مجلس السيادة ؛ ويا من هم بالحكومة الإنتقالية بمن فيهم الدكتور / عبد الله حمدوك – إن المرحلة الإنتقالية ليست نزهة ؛ ولا ترف ؛ ولا حديقة غناء مورقة الأشجار متفتحة الأزهار ؛ إن المرحلة الإنتقالية ليست سوحاً لأركانٍ للنقاش بالجامعات السودانية الموصدة الأبواب والتي يُسمح فيها بتناول قدرٍ من الحرية ؛ بقدر عقلية الطلاب من قِبَل السلطة التي هي أصلاً ديكتاتورية وقمعية ؛ ولكنها تسمح بهذا النزر اليسير من الرأي الآخر كتكتيك يطيل من أجلها ويكفيها شر الإنفجار والغضب الشعبي ؛ كما أن إدارة المرحلة الإنتقالية ليست هي كإدارة منظمات إقليمية أو أممية تسود فيها العلمية والمنهجية والمهنية واحترام الرأي الآخر ؛ المرحلة الإنتقالية مرحلة عصيبة ؛ وعسيرة المخاض ؛ ولكي تعبر وتبلغ بثورة ديسمبر المجيدة أهدافها وغاياتها يلزمها رجال أقوياء شجعان لا ترهبهم دبابير العساكر ولا الدقينات المساخر .
رشحت أخبار اليوم بأن رئيس الوزراء الدكتور / عبدالله حمدوك ربما يقيل بعض وزراء حكومته ؛ ويقال أنه قد تقدم بمذكرة لعسكريي مجلس السيادة يستجديهم إقالة عادل بشاير – مدير عام الشرطة ؛ ورشحت أخبار أخرى بأن السيد / محمد الحسن التعايشي سيشد الرحال غداً إلى مدينة نيرتتي بولاية وسط دارفور ليقف على أحوال المعتصمين هناك ؛ والذين يعتصمون منذ الأسبوع الماضي ومازال إعتصامهم مستمراً إلى أن تتحقق مطالبهم التي لا تنفصل ولا تختلف عن أهداف ثورة ديسمبر العظيمة .
ربما قال قائل لماذا لا نصبر لنرى هذه القرارات الصغيرة للسيد رئيس الوزراء التي ربما أراد بها فتح شهية الثوار قبل قرارات كبيرة وشيكة لحكومته ؟؟!!! ولماذا لا نصبر لنرى ما تسفر عنه زيارة السيد التعايشي – عضو مجلس السيادة للمعتصمين بمدينة نيرتتي ؟؟!!!
ما أشبه الليلة .. بالبارحة …
ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ وما أشبه حشود الأحرار وهالاتهم التي استقبلوا بها حكومة الثورة الجديدة في الفاتح من سبتمبر من عام 2019 – ما أشبهها بهالات تلك الحشود الحرة التي استقبلت الأزهري ووزراءه عقب تشكيل حكومة جمهورية السودان الديمقراطية الأولى فى التاسع من يناير من العام 1954 ؛ ولكن شتان ما بين حكومة الأزهري الأولى التي أنجزت كل مهام الفترة الإنتقالية في أقل من نصف الفترة التي نصت عليها إتفاقية الحكم الذاتي ؛ وبين حكومة حمدوك الإنتقالية التي لم تنجز مهمة واحدة من مهامها رغم أنها قد مضى عليها قرابة العام على تشكيلها .
لا أتوقع أن يأتيا بخير ؛ فإن كان السيد التعايشي يزمع الزيارة لنيرتتي ليأتينا بلجنة جديدة تضاف إلى ركام اللجان الكثيرة التي شكلوها ولم يرَ الناس عنها تقريراً ولم يسمعوا لها خبراً – إن كان السيد عضو مجلس السيادة يذهب لهكذا مهمة فمن الأفضل ألا يذهب ؛ السيد التعايشي أمضى طيلة عشرة أشهر في جولات ورحلات ماكوكية بحثاً عن السلام لم يقبض الشعب السوداني منها غير الريح ؛ السيد التعايشي ربما يضمه الشعب السوداني إلى قائمة المنافقين المساومين بهذه الثورة التي مهرت بدماء الشباب ؛ لأنه خرج على الناس في وقت سابق وبشرهم بتسليم المجرم المخلوع عمر البشير إلى محكمة الجنايات الدولية بلاهاي ؛ غير أن هذا لم يحدث ومازال البشير المجرم سعيداً بإصلاحيته المزعومة . كما لا أعتقد بأن الدكتور / عبد الله حمدوك سيأتي هو الآخر بجديد عقب انتهاء مهلة الإسبوعين التي قطعها على نفسه لتحقيق كل مطالب الثوار والتي حُصرت في أربعة ملفات أساسية هي : ( ملف السلام ؛ ملف العدالة ؛ ملف إعادة هيكلة القوات النظامية ؛ وملف الإقتصاد المرتبط بحياة الناس ) ؛ الجواب .. يكفيك عنوانه ؛ فحمدوك الذي حوَّل حكومة الثورة التى ينبغي أن تكون ثورية في قراراتها وفي انفاذها للأمور – حوَّل هذه الحكومة العظيمة إلى كومة من اللجان ؛ وحمدوك الذي لم يصل حتى الآن للجناة الذين همُّوا بقتله ؛ ولم يكلف نفسه حتى بمجرد السؤال عن أخبار اللجنة التي كونت للتحقيق في محاولة الإغتيال الفاشلة ؛ لا نتوقع منه غير الفشل والتمادي في خداع الشعب السوداني وإعطاء الوعود !!! . ولكن بما أننا الآن في وضع لا نحسد عليه ؛ وأننا أصبحنا بين مطرقة المكون العسكري الذي لم يثبت لنا إلى يومنا هذا بأنه قد انحاز حقيقة للثورة ومعه الفلول الإخوانية الطليقة المتربصة بالثورة وبين سندان الفشل والانبطاح المتواصل لحكومة حمدوك رغم غطاءها وسندها الشعبي الكبير ؛ لذا فنحن ما زلنا نعوِّل على الدكتور عبد الله حمدوك ؛ ونتمنى أن يرتقي الدكتور عبد الله حمدوك المدعوم من الثوار ومن عامة الشعب السوداني – نتمنى أن يرتقي إلى قامة الثورة ؛ وأن يتخذ قرارات كبيرة وشجاعة تحجم عسكريي مجلس السيادة وتحصرهم في دورهم التشريفي كما زعموا في وقت سابق ؛ وأن يسحب منهم كل هذه الملفات التي اختطفوها والتي هي من صميم العمل التنفيذي لتقوم بحسمها وانجازها على وجه السرعة رئاسة مجلس الوزراء .

( إنَّا عَرَضنَا الأمانَةَ على السَّمواتِ والأرضِ والجِبالِ فأبينَ أن يَحمِلنَها وأشفَقنَ مِنها وحَمَلَها الإنسانُ إنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) .
“صدق الله العظيم “

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …