ملابس السجين البشير إخلال بالأنظمة لا مجرد إيذاء لمشاعر الضحايا !!
سيف الدولة حمدناالله
لا يكفي النظر الى موضوع الملابس الفاخرة التي ظهر بها السجين عمر البشير أثناء حضوره جلسة تحقيق بإعتبار أن في ذلك إستفزاز لمشاعر الشعب وضحايا الجرائم التي وقعت منه أو خلال فترة حكمه بحسب الرأي المتواتر الذي إنتشر على الاسافير.
فالذي تقضي به نُظم السجون، أن نزيل السجن أو الاصلاحية لا تكون لديه الحرية في إختيار الملابس التي يرتديها، وبمجرد صدور الحكم يتم تجريد النزيل من ملابسه الخاصة ويُلزم بإرتداء ملابس محددة ومعروفة، رُوعي في تصميمها – كما هو الحال في كل سجون العالم – سلامة النزيل وزملائه بالسجن، وذلك بأن تكون أي قطعة من الملابس غير صالحة لأن تُستخدم كأداة يمكن أن يؤذي بها السجين نفسه أو غيره من النزلاء أو الحرّاس، كما تقضي النُظم تجريد النزيل من القطع المعدنية التي يضعها على يديه (مثل الدِبلة والخاتم) لذات السبب.
وبالتمشّي مع ما ورد، كانت الملابس التي يرتديها النزيل في سجون السودان منذ عهد الاستعمار وكذلك في بلاد العالم الأخرى، تتألّف من قطعتين دون زوائد عليها أو أزرار، ويُسمح للسجين بغطاء رأس صغير (طاقية)، ولا يُسمح له بإرتداء العمامة لأنها تصلح كي تُستخدم أداة يؤذي بها النزيل نفسه أو غيره أو تمكّنه من إزهاق روحه كما يحدث كثيراً داخل السجون.
علاوة على ما ورد، ولأغراض النظام الداخلي للسجون، لا بد أن يكون زي النزلاء مُتماثل ومُوحّد، ولا يسمح لأي نزيل تمييز نفسه بإرتداء ملابس من إختياره حتى لو كانت آمِنة أو السماح له بذلك من مدير السجن.
وتطبيقاً لماورد، فقد رأى أبناء جيل ثورة أبريل نائب النميري وعدد من وزراء حكومة مايو وهم في ملابس السجن عند إحضارهم في قضايا لاحقة لصدور أحكام عليهم بالسجن، كما شاهد العالم عدد من رؤساء الدول بملابس السجن بعد صدور أحكام قضائية عليهم، وآخر هؤلاء كان الرئيس السابق حسني مبارك.
على وزارة الداخلية التحقيق بشأن التجاوز الذي حدث، ومحاسبة المسئولين عنه لكون هذه الواقعة تُخل بالقواعد والأنظمة وليس فقط لكونها تؤذي المشاعر.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …