‫الرئيسية‬ رأي الشيوعية الخطر القادم ٢
رأي - يوليو 13, 2020

الشيوعية الخطر القادم ٢

متوكل على محمدين

الفقر يعتبر مناخ صالح لنمو الشيوعية .أينما وجد الفقر وجدت معه حركة شيوعية قوية.لذلك إذا أردنا أن نحارب المد الشيوعي يجب أن نوقف إنتشار الفقر.يعتبر القرن العشرين هو بداية المد الشيوعي في أرو با،والسبب في ذلك أن الرأسماية المنتشرة في ذلك الوقت هي الرأسمالية التنافسية.التنافس في السوق التجاري أجبر بعض المؤسسات المالية على تخفيض خدماتها وأسعار السلع التي تنتجها على حساب أجور العمال البسطاء، الأمر الذي أدى إلى إتساع حجم الشريحة الفقيرة وبالتإلى نمو الأحزاب الشيوعية في تلك الدول.
لكي تتفادى تلك الدول الخطر الشيوعي الذي بات يتهددها،توصلت إلى عدة حلول كانت هي المنقذ لتلك الدول من الشر الشيوعي.من تلك الحلول التي أجرتها تلك الدول على نظامها الإقتصادي،منح الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الحصول على وظيفة راتب شهري يكفيهم شر المسقبة.إعطاء العمال في القطاعين الخاص والعام حق الإضراب عن العمل والمطالبة بزيادة الأجور.هذه الإجراءات أفلحت في الحد من التمدد الشيوعي في أروبا الرأسمالية،فأصبح مرتب العامل في الدول الرأسمالية يساوي أضعاف مرتب العامل في الدول الشيوعية التي تعتبر هي فردوس الطبقة العاملة في نظر الشيوعيون. فبعد أن كانت الدولة الشيوعية من حيث التنظير هي فردوس الطبقة العاملة أصبحت بعد تطبيق الشيوعية في تلك الدول هي جحيم الطبقة العاملة.
الوضع في أروبا في بداية القرن العشرين يختلف عن الوضع عندنا هنا في سودان ما بعد الثورة. إذا كان الفقر في اروبا في بداية القرن العشرين بسبب إستغلال الرأسملية لطبقة العمال ، فإن الفقر عندنا هنا في سودان ما بعد الثورة ناتج عن ضعف الإنتاج والخراب الذي طال كل المنظومة الإقتصادية بسسبب فساد نظام الإنقاذ وسوء الإدارة،لذلك فإن المعالجات لمواجهة المد الشيوعي في السودان لن تكون متطابقة مع المعالجات التي تمت لمواجهة المد الشيوعي في أروبا.
إذن أولى الخطوات هي القيام بإصلاح المنظومة الإقتصادية المنهارة .لكن هذا الإصلاح يحتاج ألى قروض وأموال ضخمة لن نجدها إلا عند البنك الدولي وأذرعه الممتدة في كل بقاع الأرض.هذا بالإضافة إلى فتح باب الإستثمار على مصراعيه لكل المستثمرين الراغبين في الإستثمار عندنا هنا في السودازن. لكن لا بد من أتخاذ خطوة إستباقية في هذا المجال لتفادي الآثار السالبة لسياسة التحرير الإقتصادي علي الفقراء والطبقة العاملة حتى لا يكونوا عرضة لإستغلال الراسماليون الجشعين.كلما إزدادت نسبة الفقر في السوداز كلما أدى ذلك إاى إرتفاع حصيلة المنتمين للحزب الشيوعي السوداني.
لقد بدأ دكتور البدوي وزير المالية السابق مشروع لتقديم الدعم النقدي للأسر الفقيرة في السودان،وسعى في نفس الوقت لجلب دعم من بعض المؤسسات والهيئات العالمية للمساعدة في مكافحة الفقر.و في مؤتمر شركاء السودان الذي عقد بألمانياقدم البنك الدولي مساعدة للسودان بمبلغ ٤٠٠ مليون دولار منها تسعون مليون دولا تم تخصيصها لمكافحة الفقر في السودان،كما أن منظمة الإيقاد تشارك الآن في مشروع تقديم الدعم النقدي للفقراء في السودان. هذه الزيادة المطردة في عدد المؤسسات والمنظمات العالمية الراغبة في تقديم يد العون لمشروع مكافحة الفقر في السودان يستدعي لتكوين محفظة لمحاربة الفقر برأسمال لا يقل عن أربعة مليار دولار.
إذا نجحنا في ذلك سوف نقضي على كل الآثار السالبة المترتبة عن تطبيق سياسات البنك الدولي.أنا لا أتوارى خجلا من تأييدي الصريح والواضح لسياسات البنك الدولي،وأرى أنها هي المنفذ الوحيد لخروج السودان من أزمته الحالية.أيضا أريد أن أوكد للإخوة الشيوعيون أنني لست عدوا للشيوعية، ولكن حينما تقف الشيوعية حجر عثرة أمام تقدم وازدهار السودان ومحاولة الإلقاء به في جب التخلف والتمترس الذي لن يجني منه السودان خيرا أقف في وجهها مدافعا عن السودان بكل ما أملك من قوة ومنعة.
هل يعجبنا ما يحدث الآن في أرتريا بسبب إرتمائها في أحضان الإشتراكية؟.وهل تعجبنا التجربة الشيوعية في أثيوبيا بقيادة منقستو التي إنقض عليها الشعب بسبب الجوع والفقر ورمى بها في مذبلة التاريخ غير مأسوف عليها؟وهل يعجبنا حال كوريا الشمالية التي تعيش الآن بسبب الحزب الشيوعي الكوري في عزلة مجيدة لا تدري بما يدور حولها من تطور وتقدم. نحن نريد أن نكون مثل كوريا الجنوبية وماليزيا وأندونيسيا اللائي يتقدمن العالم بخطى حثيثة بعد أن سرن في طريق الحرية والديمقراطية والإقتصاد الحر. نريد أن نكون مثل فيتنام التي نهضت كالمارد الجبار بعد أن كسرت القيد و تخلصت من الشيوعية.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …