اعتذار عن قبول الترشيح لوالي شمال كردفان
عمر عشاري احمد
اولا انا ممتن جدا لبعض اهلي في شمال كردفان ممن رشحوني او باركوا الترشيح في المعركة التي يقودها اهلنا في شمال كردفان بشأن تعيين الوالي الحالي والذين لم تتوقف مقاومتهم رغم سير التعيين في دروب مايظنه البعض فرض لهيبة الدولة واختياراتها او مباركاتها ونظنه كسل في تتبع سيرة متقلدي المناصب العامة والهرولة نحو انجاز التعيين المدني بشكل يقدس المظهر ويهمل جوهر الفكرة في بعضه وليس كله طبعا .
وبلا شك فانني وان كنت اشعر بالاطراء والتقدير الشديد ان كنت محل ثقة واحترام من اشخاص اعرف عنهم التجرد والوطنية ، واي شئ في الحياة اثمن واغلى ان تكون في خاطر الناس في مقام ان يوكلوا اليك امرا يخصهم الا انني اعلم ان هذا ليس طريقي الذي عزمت السير فيه .
استقبلت هواتف غزيرة من الاهل والمعارف والصحفيين حتى نهار اليوم بعد ان راجت قائمة انتوى اهل الولاية الدفع بها لقطع الطريق امام تنصيب الوالي الذي تم اختياره في العملية السياسية الاخيرة لتعيين الولاة المدنيين ، الامر الذي اعتبر الصمت عنه قبولا بالترشيح وتجاهلا للأسئلة واستفادة من اضوائه بعدم الاعتذار الواضح الصريح ، كما اقر انني فكرت وشاورت عددا من المقربين ليس بشأن الترشيح وانما بشأن كتابة ماتقراونه الان لانه في نفسه حمال اوجه ” واولها استحسان بعضكم ”
انا مدرك بان الترشيح السياسي لمنصب امر لايرتقي حد الاختيار حتى تدبج فيه الاعتذارات الا ان مشورتهم صادفت عزم امري على التوضيح، واستخدام لمساحتي الخاصة في تدبيج موقف مكتوب ردا على كل من استقطع من وقته الخاص لالقاء سؤال .
جدير بالذكر ان هذه القائمة جمعتني مع اشخاص كرام من اهل الولاية ممن اعتقد بسبق خبرتهم وتفوق تاهيلهم هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى يكون الاعتذار في اعتقادي دفع لدمج قائمتين متشابهتين وتقليل الاستقطاب فيهما بتقليل عدد المرشحين مما يعكس موقفا متماسكا اكثرا لاهل الولاية الذين عقدوا العزم على طول النفس معتبرين ماتم تعيينا لن يستمر .
ومن ناحية ثالثة فان التقدم للمناصب العامة يحتاج لشجاعة لا افتقر اليها ولكني ايضا بجانب تلك الشجاعة امتلك من المسئولية والموضوعية والوضوح ان اقول انني وان كنت ابن شمال كردفان التي احبها كوطني الصغير حبا هو بعض حبي لبلدي العظيم السودان .
الا انني اقر ان نصيبي من حبها يتقاصر امام المعرفة الكافية بتعقيدات الولاية وازماتها وتقاطعاتها ومكامن الفساد فيها وغير ذلك من الموضوعات التي اخبرت من رشحوني ان اي متقدم للمنصب العام يجب الا تنتابه خفة القبول طلبا للمنصب العام وحظوة السلطة قبل ان يسأل نفسه ويراجع قدراتها في الاحاطة بمطلوبات المنصب ، ويدرك انه مطلوب باسمه لا ليخدم سيرته الذاتية وطموحه السياسي وانما ليخدم الولاية واهلها مما يتطلب غزير المعرفة بها وبتكويناتها الاثنية واحتياجاتها الحالية والمستقبلية واضعين في الاعتبار ان امر تعيين الولاة المدنيين باكمله امر تعيين وليس انتخاب في نهاية الامر لما تمليه الضرورات السياسية في الفترة الانتقالية .
ويقيني ان القدوم للمنصب العام من بوابة التعيين وليس الانتخاب امر يجب ان ترتفع فيه الكفاءة الى اعلى مستوياتها حيث تملأ فراغ السند والقبول والانتخاب القادرين بدورهم على تسهيل المهام وتقليل الصعاب .
لكل ماسبق فانني اعتذر عن قبول الترشيح وليس عزوفا عن خدمة اهلي او تهيبا من المسؤولية التي نعمل جميعنا لتحملها حتى نعبر ببلادنا هذه الفترة العصيبة ونضعها في دروب البناء والنماء والحرية والديمقراطية ونشهد واطفالنا القادمين بزوغ فجر جديد لبلد عظيم هو السودان .
واود ان يقرأ اعتذاري عن الترشح مقرونا باستعدادي الكامل في خدمة الولاية من اي زاوية يراني فيها اهلي مفيدا من قبيل العمل التطوعي والقاصد لفائدة هذا المكان العزيز من السودان واول ذلك العمل مع الجهات الرافضة لذلك التعيين ليس رفضا يمليه التكتل السياسي او الرفض الغير مبرر وانما رفض تؤسسه اعتبارات ملموسة ، ومن غريب ردود الافعال ان يتم تجاهله بهذه الطريقة ولا يكون من الممكن مقاومة ذلك مع قطاعات واسعة من الاهل هناك ، الا بإنتفاء الغرض والبعد عن تحقيق المصالح الذاتية .
ختاما لأهل شمال كردفان النساء الشامخات والرجال المحترمين كل الحب والتقدير وفخري الاكيد بالانتماء اليهم وشرف اضعه في عنقي للابد ان عبرت بخاطرهم يوما
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …