‫الرئيسية‬ رأي نصيحة الى والي الخرطوم الجديد: ابدأ بجمع السلاح…
رأي - أغسطس 3, 2020

نصيحة الى والي الخرطوم الجديد: ابدأ بجمع السلاح…

بكري الصائغ

١-
الي والي الخرطوم الجديد السيد/ أيمن خالد محمد، اسمح لي في بداية رسالتي لك هذه، ان اعرفك بشخصي المتواضع، اسمي بكري الصائغ، من مواليد الخرطوم في اوائل عام الاربعينات عندما كان عدد سكانها اقل من نصف مليون نسمة ، كان يحكم الخرطوم وقتها الحاكم العام البريطاني السير/ ستيوارت سيمس، بدأ عمله في الخرطوم مع بداية اشتعال الحرب العالمية الثانية عام ١٩٣٩، وبقي في القصر حتي عام ١٩٤٧بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت الخرطوم وقتها تنعم بالهدوء والاطمئنان التام رغم ظروف الحرب العالمية، والتي اصلآ ما تاثرت بها الخرطوم لا من قريب او بعيد، كان الأمن مستتب بصورة واسعة، حرص الحاكم العام علي تطبيق اقسي العقوبات علي من يخالف قوانين الانضباط المتعلقة بسلامة المواطنين وامنهم، وعلي كل من سعي الي امتلاك سلاح ناري او ابيض بدون اذن رسمي مسبق من حكمدارية الشرطة، كان الانضباط يسري ايضآ علي كل الاجانب حتي وان كانوا من البريطانيين.
٢-
السيد/ أيمن خالد محمد، بحكم انني اكبر منك سنآ بكثير، وانت من مواليد عام ١٩٧٥ـ اي انك تبلغ من العمر اليوم (٤٥) عام، ـ وتعتبر اصغر والي حكم الخرطوم ـ ، رايت ان اساهم بتقديم بعض النصائح المتواضعة التي تهدف اولآ واخيرآ الي انجاح مساعيك في عملك الجديد الملئ بالمشاكل المستعصية، والازمات القديمة المتراكمة منذ اكثر من عشرات السنين، وتحكم ولاية عدد سكانها في هذا العام الحالي ٢٠٢٠ وصل الي نحو(٤) مليون نسمة ـ مقارنة ب(2,682,431) نسمة عام ٢٠١٢.
٣-
السيد/ أيمن خالد محمد، قالوا في المثل المعروف (احترم من رأي الشمس قبلك)، وارجو ان يجد ما ساقوله لك محل عناية واهتمام.
٤-
ابدأ يا ايمن بحزم صارم جمع السلاح الناري والابيض من المواطنين، وافيدك علمآ ان عدد قطع السلاح الناري المتداولة في ايدي المواطنين في ولاية الخرطوم وحدها قد فاقت ال(٣) مليون قطعة، بل ان اغلب طلاب الجامعات اليوم اصبحت عندهم هواية امتلاك اسلحة نارية صغيرة في حقائبهم المدرسة ويتفاخرون بها علنآ علي مرأي من رؤساء الجامعات!!، كل المحافظين السابقين الذين شغلوا منصب محافظ الخرطوم، لم يهتموا كثيرآ بجمع السلاح، وجاء بعدهم عدد من الولاة فشلوا ايضآ في القضاء علي ظاهرة بيع وشراء السلاح المهرب، وكانت النتيجة ان ظهرت اسواق لبيع الاسلحة – سوق ليبيا مثالآ-،..كل القوانين الصارمة التي منعت بيع السلاح لم تنفذ بسبب عدم المتابعة وتنفيذ القوانين…ولو كان هناك حزم ورقابة علي السلاح لما وقعت مئات حالات القتل، واطلاق رصاص في الاعراس، و…محاولة اغتيال حمدوك!!
٥-
ابدأ يا ايمن بحزم صارم القضاء علي عصابات “النيقرز”، انها مجموعات اصبحت اشد قوة عن ذي قبل بسبب (سبهللية) وتقاعس المؤسسات االعسكرية في انهاء وجودها عن عمد، لم يعد يخفي علي احد، ان هذه العصابات تجد الدعم الدائم من شخصيات تابعة لبقايا فلول النظام السابق، والحكومة علي علم بذلك، ولزمت الصمت!!
٦-
ابدأ يا ايمن بحزم صارم تقنين وجود الاجانب الذين وصل عددهم في الخرطوم الي ما يعادل ربع عدد سكان الولاية، وقمة المشكلة تكمن في وصول اعداد كبيرة بشكل يومي الي الخرطوم!!، هناك خطورة بالغة من وجود متطرفين اجانب هربوا من بلادهم ويعيشون بيننا بنفس افكارهم المتطرفة، وما وقع في الخرطوم قبل ايام قليلة مضت ليست بعيدة عن الاذهان، عندما خرجت مظاهرة قوامها بقايا الفلول ضد السلطة في الخرطوم، وكان من بينها اجانب!!
٧-
ابدأ يا ايمن وبحزم صارم، الوصول الي حل جذري لمشاكل تعاني منها الخرطوم منذ عام ١٩٧١ وهي: الكهرباء، المياة ، المواصلات، وزادت عليها اخيرآ مشكلة “اطفال الشوارع”.
٨-
يا ايمن ، كن مثل الحاكم البريطاني السير/ ستيوارت سيمس، ولا تكن مثل الولاة السابقين، لا تهاون في تطبيق القوانين واللوائح، لابد من صرامة في التنفيذ الي ابعد الحدود، حتي ان استدعي الحال الي مخالفة توجيهات صدرت من جهات عليا تخالف توجيهاتك!!، هي جهات معروفة في السلطة الحالية ابقت الحال المزري منذ عام ٢٠١٩ حتي اليوم بلا تغييرات او تحسينات!!
٩-
اخيرآ يا ايمن، اذكرك ان هناك جهات مضادة تعمل ليل نهار ضد الوضع القائم اليوم في البلاد، وقد تسعي ل”جص نبضك” لمعرفة مدي قوتك وصلابتك في ادارة الولاية؟!! ، وكيف ستتصرف تجاه مواقف عدائية وارتكاب مجازر من صنعهم؟!!…توقع منهم الكثير المثير الخطر طالما انهم ينعمون بالأمن والامان في خرطوم اليوم!!… انصحك نصيحة اخوية يا ايمن، لا تتساهل اطلاقآ مع الانشطة المشبوهة التي تقوم بها هذه الفلول الضالة جهارآ نهارآ علي مرأي من المسؤولين القيادين في مجلس السيادة ، واصبحت انشطة عدائية امتازت بالتحدي والاستفزازات اكثر من اللازم في الاونة الاخيرة.

بكري الصائغ

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …