حادثة الحتانة… هل ستقود إلى كنكشة الشق العسكري بالسلطة؟
الأمين عبدالكريم مداي
ما حل بعضو المجلس السيادي شمس الدين كباشي من حصار لسيارته الفارهة وهتافات مناوئة واذلال وإهانة له والتي خرج منها تحت حماية الشرطة برئاسة عميد يقوم على رأسها في محلية كرري ينم عن حجم البغض والكراهية التي يكنها الثوار لهؤلاء العسكر ويدل بشكل واضح لاتخطئه العين انهم متحكرون في قلوب الناس ليس حبا إنما فقط ببندقيتهم وآلتهم العسكرية الثقيلة وأن لا كبير على الثورة فالكباشي كعضو مجلس سيادي له رمزية كبيرة وموقع دستوري يمثل رئيس الدولة. الحدث عفوي وغير مدبر قام به شباب صغار في السن بمحلية كرري مدينة الحتانة إثر زيارة مشبوهة للكباشي لمنزل الكوز جمال عنقرة وظهر في اللايف الذي بثه الثوار أعضاء من حزب الأمة كان على رأسهم حاكم كردفان الكبرى الأسبق وعضو الحزب المخضرم عبدالرسول النور معية شباب من حزب الأمة يمكن التعرف عليهم من خلال زي حزب الأمة المعروف (الجلابية جناح امجكو وطريقة لف العمامة حول الراس) تأتي هذه الزيارة المشبوهة في ظل استقطاب حاد في الساحة السياسية وسعي دؤوب من الصادق المهدي في إسقاط حكومة الثورة وابدالها بتحالف يجمعه مع العسكر والفلول وقوى الهبوط الناعم. هؤلاء الشباب أكثر ماحركهم هو الغبن من قتل رفاقهم في مجزرة القيادة العامة والتي اعترف الكباشي بالقيام بها في مؤتمر صحفي شهير في 10 يونيو 2019 بقاعة الصداقة والذي ختمه بعبارة حدس ماحدس الاعتذارية المخاتلة والتي طفت في الميديا وأصبحت تلوكها كل الألسن إلى يوم الناس هذا. ظل ثوار الحتانة من الجيل الراكب راس ساعات طويلة يهتفون أمام المنزل الذي جرى فيه الاجتماع أو الدعوة بعبارة يا كباشي ياكضاب الثورة بدت ياداب وقد ثقبت هذه العبارة أذنيه وهو يلج السيارة جاحظ العينين وبائن الاضطراب والذعر. هذه الحادثة كبيرة وعالية الرمزية والدلالات إذ توضح أن الدماء التي سالت في مجزرة القيادة العامة في صباح 29 رمضان لن تروح هدرا وأن كباشي وشركائه في الشق العسكري في السيادي محاصرون أخلاقيا واجتماعيا وسياسيا بتلك الجريمة الوحشية البشعة لهذا يتجنبون الظهور في العلن لمخاطبة الجماهير كما اعتادوا عقب انقلابهم الدموي المشؤوم على الثورة لأنهم يدركون ماسيلاقونه من رفض واستنكار وإن المحاكمات ستطالهم يوما ما مهما مارسوا الهروب إلى الأمام والتحفوا الأيام فالمتغطي بها عريان. أسوأ ما سيترتب على حادثة الحتانة هو المزيد من الكنكشة من قبل كباشي ورفاقه على كرسي السلطة لمعرفتهم التامة بأنه قارب النجاة الوحيد مهما عصفت الرياح بسفينتهم .
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …