قاض وكباشي وعنقرة… !
مجدي إبراهيم محجوب
نقلت الوسائط الإجتماعية خبرا بالصورة والصوت، فيديوهات، تشير لتواجد الفريق كباشي عضو مجلس السيادة وبعض السياسيين والإعلاميين و ذلك في مناسبة إجتماعية أقامها ودعا لها إعلامي من منسوبي نظام الإنقاذ، وفقا لرواية لجان المقاومة، وهي مجموعات شبابية ذات حساسية فائقة لكل ما يمت للنظام البائد بصلة مباشرة أو غير مباشرة. و أثار هذا الحدث ضجة واسعة بسبب الصورة السلبية للفريق كباشي عند الثوار بسبب اعتقادهم بأنه احد المسؤولين عن مجزرة فض إعتصام القيادة العامة، وحدث ما حدث. إلى هنا والأمر عادي، ويحدث في أي مدينة في السودان، المناسبات الإجتماعية، والدعوات والولاءم ، ولكن الأمر غير العادي- وفقا لبيان لجنة المقاومة- هو تواجد قاضي محكمة عليا في تلك المناسبة الإجتماعية: أي تواجد قاض في المكان الخطأ والزمان الخطأ ومع الأشخاص الخطأ ، وهذا مما لا يتوافق مع ضوابط وأخلاقيات وسلوكيات المهنة ، ولكل مهنة قواعد للسلوك وضوابط وميثاق للأخلاقيات المهنية، وهي شكليات، ولكن لابد من الالتزام بها ؛ وقواعد وسلوك وأخلاقيات مهنة القاضي تلزم القاضي، و مهما كانت درجته، ألا يتواجد مع سياسيين وتنفيذيين واعلاميين جلهم من مناصري النظام البائد، و في هذه الظروف السياسية والاجتماعية الدقيقة والحرجة التي تمر بها البلاد ، ومع سياديين من العيار الثقيل ” الكباشي “، وهو أمر يثير الكثير من علامات الاستفهام ! كما أثار تواجد رئيس القضاء السابق في اجتماع ما قبل فض الإعتصام ومع الفريق الكباشي أيضا وآخرين. ولا شك عندي أن القاضي المعني كان حسن النية ، ولكن متى كان يقبل الدفع بحسن النية إذا لم يتخذ الشخص المعني الحيطة والحذر اللازمين قبل الموافقة على حضوره ! وكمثال على قواعد السلوك الانضباط للقضاة، ومن العصر الذهبي للقضاء في السودان ؛ حدث أن أحد القضاة المقيمين في إحدى مدن السودان، وقد كان مولعا ومتيما بفريق الهلال الرياضي، و لا يتردد في حضور مباريات فريق الهلال مع الفرق المنافسة له في تلك المدينة، و المفاجأة التي حدثت أن لعب فريق الهلال مع مريخ تلك المدينة وانهزم الأول من الثاني، وكان قاضينا المقيم حاضرا لتلك المبارة ومشجعا لفريقه بحماس ، فإذا بجماهير فريق المريخ تخرج من الاستاد في مظاهرة صاخبة طافت المدينة وانتهت عند عتبات منزل القاضي المقيم وهي تهتف : ” ون مان شو.. القاضي المقيم رشو..ون مان شو ..القاضي المقيم رشو..! “؛ ولم تمضي بضع أيام حتى كان ذلك القاضي المقيم مسقيلا من وظيفته بسب استدعاء واستجواب عن ما حدث بواسطة رئاسة السلطة القضائية بالخرطوم. أذكر أن نائب رئيس القضاء السابق القاضي العالم مولانا/ عمر بخيت العوض، له الرحمة والمغفرة، وفي إحدى الدورات التدريبية برئاسة السلطة القضائية، وفي موضوع سلوكيات وأخلاقيات القضاء والقضاة ، كان ينبه مررا وتكرارا : ” احذروا الولائم والدعوات الإجتماعية التي يقيمها التنفيذيون وأعيان المدن فما يفسد القاضي من شيء سوى تلك الدعوات التي تبدوا في ظاهرها بريئة وفي باطنها بداية الفساد والإفساد..!” ما الذي اتى بقاض ..محكمة عليا.. لوليمة الإعلامي جمال عنقرة؟ نمسك عن الإجابة على السؤال لحين سماع دفاع القاضي أو القضائية أو الاثنان معا .
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …