‫الرئيسية‬ رأي الی متی هذا الفساد و الانحراف المهنی ؟
رأي - أغسطس 5, 2020

الی متی هذا الفساد و الانحراف المهنی ؟

محمد شمو

الخبر: ”شركة زادنا العالمية التی تتبع للمٶسسة العسکریة تبشر بقرب تدشين صوامعها للغلال بمدينة بركات بالجزيرة كواحدة من اكبر صوامع الغلال إذ تبلغ سعتها التخزينية 100 الف طن وتتكون من عدد ٢٠ صومعة مزودة بأحدث تكنولوجيا تشغيل الصوامع فی العالم“

السٶال: ما علاقة الجیش بصوامع الغلال؟
لماذا یمتلک الجیش شرکات ذات طبیعة مدنیة و نشاط تجاری عادی (غیر أمنی او دفاعی) مثل شرکة زادنا؟
لماذا یدیر رجال الجیش مٶسسات تجاریة و التجارة لیست من مهام الجیش؟

اذا تأملنا الرسالة و الرٶیة و الأهداف لجیشنا المبجل، لن نجد من بینها ”التجارة“ أو ”العمل الحر“ و هنا یکمن الخلل۔ هنا یقبع الفساد و الإنحراف المهنی
و حتی نبرهن علی أن هذه الممارسات هی من الفساد و الإنحراف المهنی ذو الأثر السلبی علی أداء الجیش، فلننظر لحال جیشنا الذی لا یسر الا الأعداء الذین یسرحون و یمرحون فی حدود السودان، و الملیشیات التی تستبیح حرمات أهلنا فی الأقالیم۔
و بالمقابل انظروا لحال الاقتصاد المشوه بسبب نشاط شرکات الجیش خارج منظومة الاقتصاد، و عدم خضوعها لولایة وزارة المالیة۔ هذا النشاط التجاری للجیش و بهذه الطریقة الشاٸهة یٶثر سلباً و بقوة علی الإقتصاد و یکاد یتحکم فیه بینما وزارة المالیة المنوط بها التحکم فی الاقتصاد تقف عاجزة بسبب سلب قدراتها و التغول علی صلاحیاتها نتیجة هذه الممارسات من قبل الجیش و منظومته التجاریة۔

لکن الأسوأ من ذلک هو أن إنهماک الجیش و إنشغاله بالتجارة و المضاربة و العمل خارج نطاق إختصاصه، هو احد أهم الاسباب التی أضعفت قدراته، و حطت من کفاءته، و جعلته غیر قادر علی القیام بواجباته، و ها هی بعض الأدلة و البراهین:
– الجیش فشل فی حمایة حدود السودان من حلایب الی شلاتین الی الفشقة؟
– الجیش فشل فی حمایة المواطنین من القتل و الإغتصاب فی عقر داره فی القیادة العامة فی حادثة فض الاعتصام فی یونیو ٢٠١٩ !!!!
– الجیش یفشل فی التحکم فی الحدود و المنافذ لمنع تهریب موارد البلاد الی الخارج۔
الجیش یفشل فی حمایة البلاد من الهجرات غیر الشرعیة و التجارة بالبشر۔
– الجیش یفشل الان فی حمایة المواطنین من القتل و الحرق و الإغتصاب بواسطة الملشیات المسلحة فی دارفور
ذلک لان الجیش مشغول بالتجارة و انشاء الشرکات، بدلاً من الترکیز فی واجباته الاساسیة و هی حمایة الوطن و المواطنین۔
اذا کانت هناک ضرورة لأن یعمل الجیش خارج نطاق تخصصه، فلیکن ذلک بعد قیامه بواجبه الاساسی أولاً، ثم اذا تبقی عنده فسحة فی الوقت، او فاٸض فی الموارد، فلیستثمرها فی الأعمال و المشاریع التی تحتاجها البلاد و یستطیع الجیش أن یساهم فی تنفیذها، و بذلک یکون الجیش قد أفاد البلاد و العباد۔ مثال لذلک: تسخیر إمکانات سلاح المهندسین فی حل مشاکل المجاری و الصرف الصحی فی المدن أو إنشاء شبکات مجاری لتصریف میاه الأمطار التی أصبحت مشکلة کل خریف۔ أو تسخیر موارد الجیش البشریة فی أعمال الإغاثة، او إعادة بناء المدن و القری لتوطین النازحین، أو حملات التشجیر و انشاء الاحزمة الواقیة لمحاربة الزحف الصحراوی۔ أو تأمین الحدود و التحکم فیها لمنع تهریب موارد السودان الی الخارج۔ او غیرها من المشاریع التی تحتاج الی الأیدی العاملة، او المواد البشریة، او خطوط الإمداد السریعة التی یمتلکها الجیش۔
أما إنشاء صوامع للغلال و خاصة عندما یکون التنفیذ لیس بإمکانات الجیش الهندسیة و إنما عن طریق التعاقد مع شرکات أجنبیة (شرکة ترکیة فی هذه الحالة) فهذا عمل یمکن أن تقوم به ای شرکة مدنیة من القطاع العام او الخاص اذا توفرت لها الإمکانات المادیة و الامتیازات التی تمنح للجیش، فلیس فی الامر عبقریة و لا إبداع یحسب للجیش۔ بل هو سلوک یخصم من رصید الجیش لإنصرافه عن القیام بواجبه المهنی و مشارکته فی الفساد و مفاقمة الضاٸقة الاقتصادیة۔

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …