كيف يمكن الحديث عن الجامعة دون ذكر سليم والتاية وطارق؟
سعد عبد القادر العاقب سعد
دعتني قناة النيل الأزرق إلى جلسة للحديث عن جامعة الخرطوم موعدها اليوم الإثنين ٣ اغسطس ٢٠٢٠، فسررت لذلك لكن لم يدم سروري حين أرسلوا لي المحاور التي سأتحدث عنها مع ضيفين آخرين في ثلاث ساعات، والمحاور كما جاءتني نصًّا من غير تغيير :
(فى البدء نتحدث عن الجامعة والنقلة من المرحلة الثانوية الى مجتمع الجامعة ؟
سنة اولى جامعة او البرلم سنة استثناءية فيها كثير من الطرف والمواقف ؟
فى الجامعة تبرز بقوة جميع اتجاهات الانسان الفكرية الادبية الثقافية والسياسية ملامح من هذه الاتجاهات
اصدقاء الدراسة محطة مهمة
: المكان داءما له حضور الجامعة قاعاتها ومبانيها.؟
الجامعة مساحة متسعة للاداب والفنون وابراز الاتجاهات الفكرية…
خلال فترة الدراسة هنالك العديد من المواقف والطرف والمواقف الحرجة ؟
من خلال الحياة الدراسية هنالك شخصيات لى حضور قوى من الزملاء والاساتذة ومنهم من نستصحبهم معنا فى مشوار الحياة
[١/جامعة الخرطوم صرح شامخ ومكان مختلفة عن كل الامكنة بمكانتها التاريخية وبما فيها ومن فيها؟)
قرأت رسالتهم هذه واعتذرت فورًا عن المشاركة في هذه الونسة التي لا تمثل شيئًا في تاريخ جامعة الخرطوم، وكنت اتمنى أن يكون الحديث موافقًا للحالة الثورية التي تعيشها البلاد، ودور جامعة الخرطوم في النضال ضد نظام الطاغية منذ استيلائه على الحكم حتى سقوطه، ولكن للأسف لم تذكر القناة شيئًا عن ذلك النضال، ولا أدري كيف نتحدث عن جامعة الخرطوم، دون ذكر الشهداء، التاية أبو عاقلة، أول شهيدة في عهد الطاغية وسليم محمد أبوبكر، وبشير الطيب وطارق إبراهيم ومحمد عبد السلام، هؤلاء كانوا طلابًا في جامعة الخرطوم قدموا ارواحهم في طليعة الثورة ضد نظام البشير. ثم احتضنت جامعة الخرطوم جزءًا كبيرًا من اعتصام القيادة، والتخريب الذي طالها بأيدي الحقد، كان بسبب ذلك، وعندما اقترحت عليهم محاور ثورية ردوا بقولهم (الدنيا عيد)، لذلك أصررتُ على عدم مشاركتي في الحلقة المعنية، وأسفت أن أجد في قناة فضائية انصرافية كهذه عند الحديث عن صرح من صروح السودان التي يباهي بها الدول، وليت القائمين على أمر الإعلام يدركون ذلك ويصلحونه، فإن خراب الثلاثين عامًا لم يزل ماثلًا في مؤسسات الدولة كلها لكن خطورة الإعلام وأهميته تستوجب التعجيل بالإصلاح.
* خريج كلية الآداب جامعة الخرطوم ١٩٩٦م
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …