إبعاد كباشي… لتجنب الفتنة.
الاستاذ / عمر عثمان
متوقع الذي حدث لكباشي في الحتانة ولو لم يكن في اجتماع كيزاني وليس (معايدة) كما أثير، (لحدث له نفس الذي حدث)، وان تلاحقه اللعنات والهتافات أينما حل ليس واردا بل مؤكد وذلك نسبة لمواقفه المعادية للثورة والثوار وكل ماهو يصب في اتجاه التحول المدني.
مبررة جدا الهتافات في وجه كباشي تحديدا، الذي ظل خطابه ثابتا بالتقليل من شان الثورة وتشجيع أعدائها على الخروج للتنديد بها وكيل السباب للشق المدني بكل ما أؤتي من قوة ولم ينجو حتى رئيس الوزراء من ذلك ولم نسمع أو نقرأ ما يدين ذلك من المجلس العسكري عامة أو حتى مجلس السيادة الذي يبادل بعض أعضائه المدنيين الكباشي حبا بحب وكيد للمكون المدني بتصيد وزرائه واحد تلو الآخر.
إبعاد كباشي من مجلس السيادة ضرورة تتطلبها المرحلة، فليس من المعقول أن يظل الرجل في منصبه الذي يفترض أن يسعي فيه على إنهاء الفترة الانتقالية بنجاح وتحقيق انتقال سلمي نحو ديمقراطية مستدامة، ظل غير مؤمنا بها ولا ساعيا اليها بل معرقلا كل الخطوات التي تسير تجاهها ببث الاحباط والرسائل السالبة المحرضة على افشالها مما يمهد لحكم عسكري صرف أو ديمقراطية مشوهه لاتستطيع أن تقود البلاد إلى بر الأمان.
فمعظم تصريحات الرجل السالبة وتحركاته المريبة خارج إطار المعقول تجعل منه عرضة لهتافات الشارع الذي قدم أبنائه شهداء من أجل أن ينعم الوطن بحكم مدني رشيد، يمثل العسكر جزء منه لا حكاما له الشئ الذي يرفضه هذا الكباشي.
و السؤال لماذا الكباشي دون غيره من عساكر مجلس السيادة الذين يشاركونه الاتهام في فض الاعتصام وعرقلة الانتقال السلمي للحكم المدني، البرهان الغائب الحاضر وإبراهيم جابر الذي يعرف عنه الكثير وحميدتي الذي يسعى جاهدا لمسح الصورة السالبة عنه لتبرئة قواته من عملية الفض و أحداث دارفور وياسر العطا، لم يبد تصريح سالب في حق الثورة حتى اللحظة فهؤلاء الأربعة جمعتنا بهم (على مضض) وثيقة دستورية معيبة قبلنا بها من أجل العبور إلى مابعد الفترة الانتقالية.
فاعضاء المجلس السيادي من العسكر كلهم قتلة مشاركين في جريمة فض الاعتصام ، بطريقة أو بأخرى، يحاول بعضهم التنصل عنها وإنكارها لذا تجئ خطاباتهم متوددة للشارع أكثر من كونها مستفزة ومنفرة من تواجدهم في المجلس، على عكس كباشي، الذي لم يستح فأصبح يصنع ما يشاء ويقول ما يشاء، همه إفشال المرحلة الانتقالية فقط وتسبيط همة الشارع ورفع الروح لدى اذيال النظام البائد الذين يبادلونه المحبة ويتلغفون تصريحاته السالبة بحق الثورة بنهم وانتصار معنوي زائف.
فكباشي ظل يمثل الخطر الأكبر على الثورة من الداخل وعنصر هدم لا بناء ووجوده خلال الفترة القادمة بعد تعيين الولاة المدنيين لا يبشر باستقرار طالما خيوط اللعبة أصبحت بعيده عنه و حكام الولايات المدنيين لن يسمحوا له بالحديث المستفز بمثلما فعل في كادوقلي، مما يجعله يلجأ بأساليب جديدة بمثلما فعل في الحتانة، من اجتماعات سياسية بغطاء اجتماعي، بكل تأكيد لن تكون اجتماعات بناء ودعم للحكومة الانتقالية وذلك من خلال الحضور المشهود له عدائه المطلق للثورة من اذيال النظام البائد وكتابه خريجي مكب نفاياته.
فعلي العسكر في المجلس السيادي أن يحددوا أن كانوا جاديين في التحول الديمقراطي والانتقال السلمي بقدر إيمانهم بالثورة من عدمها، وذلك بإعفاء كباشي النشاذ أن كان لايمثلهم وتصريحاته أيضا لا تمثلهم بمثلما سارعوا بإدانة موقف شباب الحتانة، استفز هذا الكباشي الثوار والثورة كثيرا ولم نسمع أو نقرأ تعليقا يدين خطاباته المضادة للثورة من المجلس السيادي أو يتبرأ منها وعند اول ردة فعل ثورية تجاه تلك التصريحات جاءت البيانات تباعا تدين وتستنكر وتشجب صوت الشارع!!!
فإما الإعلان عن انقلاب عسكري حتى نعود للشوارع مجددا أو الاعتراف بحقيقة التحول المدني وفق الوثيقة الدستورية حتى تسلم السلطة للمدنيين كاملة غير منقوصة حتى تكتمل ملامح الثورة.
من المقبول إعفاء كباشي للعودة لثكناته وتقديم مايراه من خلال موقعه الداعم أو الرافض للثورة ولكن ليس من المقبول أن يظل علي رأس حكومة ثورة ظل غير مؤمنا بها حتى اليوم.
* موقف شباب الحتانة من كباشي هو موقف كل الثوار على امتداد السودان وستلاحقه اللعنات أينما حل والحتانة ليس استثناء بعيدا عن الهتافات العنصرية والكلمات النابية التي خرجت من أفواه (البعض) وهناك من يقول ( سلمية سلمية مافي زول يضرب أو يجدع حجر، خلوهو يمر)، فلماذا غفل الرافضين من هذا الصوت العاقل.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …