لجان المقاومة هي الفرق
سيد الطيب
سيطرة العسكر؟ الهبوط الناعم؟ تدخل المحاور؟ صراع النخب احزاب وحركات مسلحة؟ تسيس النقابات؟ المحاصصات؟ شنو اكتر كلمة بتريحك في التبرير وبتحسسك انك الصاح والباقين غلط؟
في أكتوبر 1964 أنجز شعب السودان ثورته الاولى
المحارو: كانت حينها قطر والامارات تتلمس طريقها نحو البناء ولا تقوى على مصارعة السودان.
المشاركة مع العسكر: عاد العسكر لثكناتهم وكان مجلس السيادة والوزراء من المدنيين.
العلمانية وقوانين الشريعة: كانت هناك حركة تمرد واحدة في الجنوب ولم تصل لاي اتفاق مع الحكومة الانتقالية وفشل مؤتمر المائدة المستديرة الذي عُقد في جوبا للوصول لسلام ولم يتحقق وكانت الدولة مدنية علمانية.
الهبوط الناعم: لم يكن هناك هبوط ناعم مع نظام عبود الذي غادر السلطة ولم يكن لديه حزب عقائدي مسيطر على مفاصل الدولة والخدمة المدنية والعسكرية.
الاقتصاد والعلاقات الخارجية: لم تكن العملة الوطنية منهارة والسودان مديون مليارات الدولارات وعلاقاته خربه مع دول العالم واسم السودان في قائمة الارهاب.
لماذا فشلوا في بناء دولة مدنية ديمقراطية لاحفادهم؟
سبب فشلهم لم يكن لاسباب موضوعية وانما كان لاسباب ذاتيه متعلقة بصراعات السياسيين والنقابيين وحملة السلاح.
ذات الصراعات التي نعيشها عقب ثورة ديسمبر 2018 المجيدة وفي ظل اوضاع مأسوية وشبه دولة عقب سقوط أسوأ وافشل نظام يحكم السودان وينهبه ويدمره عمدا وبدل ان يستفيدوا من تجاربهم الفاشلة القديمة ويراعوا لتعقيدات الحاضر الداخلية والاقليمية عادوا ليكرروا ذات الصراعات.
سقطت حكومة ثورة أكتوبر بعد 7 شهور من تشكليها في اوضاع تعتبر رفاهيه مقارنة بالاوضاع التى يعيشها السودان بعد تشكيل حكومة ثورة ديسمبر الانتقالية.
هذه الحكومة كان مقدر لها حسب توقعات الكيزان وقراية الواقع عقب 3 شهور فقط ولكن صمدت ودخلت شهرها الـ 11 فما الذي يحميها في ظل صراع الساسة ومد امد مفاوضات السلام وتشرزم تجمع المهنيين وتدخل المحاور وتغول العسكر وتدهور الاوضاع المعيشية؟
الفرق بين الماضي ببساطته والحاضر بكل تعقيداته هو لجان المقاومة في المدن والفرقان ومواقع التواصل الاجتماعي التى وضعت الجميع تحت عين المواطن ونقلت شعارات الثورة لكل شارع وكل حي في السودان لولا ذلك كانوا نعوا حكومة حمدوك قبل 7 شهور وذهبوا لانتخابات مبكرة تقصي مناطق الحروب من حقهم في المشاركة في الانتخابات كما فعلوها في فبراير 1965 بعد شهور من تشكيل الحكومة الانتقالية واخرجوا الجنوب بأكمله من التصويت بحجة عدم استقرار الاوضاع الامنية.
الى الرفاق والزملاء والاشقاء والاحباب والاصدقاء حين تنسوا هذه المفردات التي نخاطب بها بعضنا البعض احتراما للعلاقة النضالية، ويود كل منا ان يضع الاخر في القالب الذي يراه صحيحا،ويمتد ذلك الى التخوين والمزايدة سوف تسقطوا جميعا في نظر هذا الشعب الذي ما عاد ينتظر خطابات الزعيم الملهم من راديو الاذاعة وانما يتابع الاحداث في حينها عبر شاشة الهاتف ويدرك حقيقة الجميع.
عندما يتراجع دور الاحزاب والنقابات يرتد الناس لتكوينات قبليه ونعود بمجتمعنا للوراء، فالنقوم ولا نخون، لن يستطيع احدا منكم إلغاء الاخر لا بالسخريه ولا بالتقليل من الشأن ولا الفهلوة ولكن يمكننا جميعا تقبل التنوع احتراما لثورة عظيمة لم يعرف لها السودان مثيل وتضحيات شهداء لم نحقق القليل من الذي دفعوا ارواحهم ثمنا له.
الرفاق في الحركات المسلحة تاريخيا لم توقعوا سلام مع اي حكومة انتقالية او حكومة منتخبة بحجة ان الاحزاب غير حريصة على السلام ولكن ذات الاحزاب عندما تدفع بالعسكر للقيام بإنقلاب تجلسوا مع الانقلابيين وتوقعوا مع ذات الاحزاب ولكن عبر من يرتدوا منهم الزي العسكري، لا تفوتوا على شعبنا فرصة تاريخيه ولا تحرموا اصحاب المصلحة الحقيقية في السلام من حقهم في العيش الكريم فمهما طال امد الحرب وامتدت معسكرات النزوح ستكونون انتم بخير وابنائكم سيتلقوا افضل التعليم والعلاج في اوروبا وسيبقى حال اصحاب المكتوين بنيران الحروب في عذاب لا يقبله ايا منا على اسرته.
يمكن لاي منا ان يبرر بما يختاره من مفرادات ولكن يبقى الواقع انها ثلاثة ثورات جرب فيها الحكم المدني في أكتوبر وفشل والعسكري في أبريل وفشل والمدني العسكري في ثورة ديسمبر 2018 وغير مسموح فيها بالفشل ولم يعد لديكم مبررات غير ان هذه النخب من قادة احزاب وحركات ونقابات وقوات نظاميه مستفيدين من ان يبقى الحال كما هو عليه طالما ظلوا هم واسرهم في نعيم.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …