وفاة شاعر سوداني غرقا بالبحر المتوسط تشعل الأحزان في الصحافة العالمية
ثقافة – الشاهد
نشرت صحيفة القدس العربي اللندنية تقريرا عن صدمة الأوساط الثقافية في السودان، بوفاة الشاعر السوداني الشاب، عبد الوهاب محمد يوسف الشهير بـ “لاتينوس” غرقاً في البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد غرق قارب كان يقله مع آخرين في طريقهم إلى أوروبا من دولة ليبيا التي وصلها في رحلته ،حيث غادر السودان وكأنه كان يلاحق سيناريو ما خطته أشعاره ويريد أن يضع ذات النهاية :
“سأفرُّ مِن وطنٍ يُلهب ظهري بالسياط ليلَ نهار
سأفرُّ من امرأةٍ لا تعرفُ كيف تطعمُ روحي، رحيقَ جسدها .
سأفرُّ من كلِّ شيءٍ وأهربُ غير مكترثٍ نحو العدم.”
وكشف موقع”عاين” أن “عبد الوهاب” المنحدر من منطقة “منواشي” بإقليم دارفور ، كان مهتما بالكتابة والثقافة، خاصة الكتابة الشعرية، وله عدد كبير من القصائد المنشورة في الملفات الثقافية داخل وخارج السودان. وقد تخرج عبد الوهاب بكلية العلوم الاقتصادية والاجتماعية بجامعة الخرطوم.
وشدت قصة نهاية الشاعر “لاتينوس” ،مجموعات واسعة من المدونين لجهة أنه كتب كثيرا في أشعاره عن هذه النهاية، غير أن الذي جرى تداوله بكثافة في الساعات الماضية ، هو المقطع المنسوب إليه والذي تضمن ما يشبه النبوءة الشعرية، ففيه يقول الشاعر الغريق “لاتينوس”:
” أن تموت في عرضِ البحرِ
حيث الموج يصطفق بصخب في رأسكَ
والماء يأرجح جسدكَ
كقارب مثقوب .”
….
فى مقتبل العمر
دون أن تبلغ الثلاثين بعد .
ليس سيئاً أن تغادر باكراً أبداً ،
السيء، أن تموت وحيداً
دون امرأة،
تقول لك : تعال إلىَّ، حضنى يتسع لكَ،
دعني اغسل روحكَ مِن درنِ البؤسِ .
وكان الشاعر قد نشر مؤخرا آخر قصيدة له وجاء فيها:
بثاً ، ستمضي نحو حتفكَ ؛
اليوم ، أو غداً
أو حتى بعد غد ،
لا أحد بوسعه وقف عجلة الخراب
التي تسحلُ جسد الحياة .
عبثاً ، لا شيء ، لا خلاص سيآتي
في اللحظاتِ الأخيرة ،
لينقذَ جثة العالم .
عبثاً ، لا ضوء يومضُ
فيُفزع الليل .
عبثاً ، كل شيء قد احتضر ؛
الوقت ، اللغة ،
الصرخات ، الحُلم ،
الأغنيات ، الحب والموسيقى .
عبثاً ، كل شيء قد تلاشى ،
ولم يتبق ،
غير فراغ يصطخب بعنف ،
غير جثث تدخل في صمت كئيب ،
وغير خراب ينسكبُ سخيًّا
نرثيه مما كتبه هو:
“ليس سيئًا أبدًا أن تموت
في مقتبلِ العمرِ
دون أن تبلغ الثلاثين.
ليس سيئًا أن تغادر باكرًا،
السيءُ، أن تموت وحيدًا دون امرأةٍ،
تقولُ لك: تعال إليّ،
حضني يتسع لك،
دعني أغسل روحك من درنِ البؤس.
امرأةٍ كلما ضحكتْ هربَ الليلُ على أصابع الوقت.
له الرحمه والمغفرة صديقي الشاعر عبدالوهاب لاتينوس الزي لقي حتفه واصدقائه في البحر المتوسط هذا الاسبوع هذا الرجل هو اول الشهاده السودانية بولاية شرق دارفور عام 2012وهو خريج جامعه الخرطوم له الرحمه والمغفرة
الإرادة
ريم عثمان : كتابات حرة الحياة رحلة طالت أو قصرت تحتاج أن نعيشها بسعادة وعطاء، أن نأخذ منها…