‫الرئيسية‬ رأي من يدرك الثروة الحيوانية؟
رأي - سبتمبر 13, 2020

من يدرك الثروة الحيوانية؟

د. محمد صديق العربي :

الجمنا الإحباط عن تناول مواضيع الثروة الحيوانية في الفترة الاخيرة وخاصة اننا تناولنا الموضوع عدة مرات منذ رجوع اول باخرة من المملكة العربية السعودية وذكرنا ان الاخريات سيكون مصيرها نفس الأولى وبلعنا السنتنا على امل ان الجهاز التنفيذي بالدولة يفعل ما في مصلحة الوطن.
ما حدث مؤخرا في الثروة الحيوانية يضعنا في خانة الخيانة الوطنية إذا لم نتطرق له وخاصة عدد البواخر المعادة تجاوز الثلاثين باخرة والنفوق بلغ الالاف من الماشية، على الرغم من أنى غير متفائل بان الجهاز التنفيذي سوف يتحرك في الامر ولكن ابراء للذمة واليكم ما حدث

تم استيراد لقاح حمي الوادي المتصدع من جنوب افريقيا بواسطة المستورد مؤسسة (س س ج) كما ان الاستيراد تم دون عطاء رسمي بالرغم من اننا أشرنا سابقا الى ان تغير نوع اللقاح المستخدم حاليا الكيني الى الجنوب إفريقي لن يغير من الواقع شيئا وخاصة إذا علمنا ان اللقاح المستورد أخيرا متبقى على تاريخ انتهاءه ثلاث أشهر فقط وفى لحظة كتابة هذا المقال وصلت منه خمسة ألف جرعة الى محجر الخوى.
الاستيراد تم في ظل وجود عقد ساري المفعول بين الامدادات البيطرية والشركة المستوردة للقاح حمي المتصدع الكيني، اللقاح المستورد من جنوب افريقيا لم يتم تسجيله ومعايرته بواسطة هيئة المجلس الأعلى للأدوية والسموم الذي يتبع لمجلس الوزراء ولم يتم اعتماده كمنتج يمكن استخدامه في السودان ولم يتم ايضا اعتماد المصنع الذي يصنع هذا اللقاح.
كما ان مدير عام الإدارة العامة للمحاجر رفض اجراء الاختبارات والتحاليل المعهودة للقاحات المستوردة وهي كفاءة وعيارية اللقاح، والغريب في الامر تم الاستيراد عبر تركيا وليس من جنوب افريقيا مباشرة والفرق الوحيد بين اللقاح الكيني والجنوب إفريقي هو فرق السعر الكبير اذ يبلغ سعر الجرعة للأول 0.3 دولار والثاني يبلغ حوالي 1.2 دولار.
كما ان الجهات الفنية التابعة لوزارة الثروة الحيوانية والسمكية الاتحادية لا تعلم عن طرق حفظ ومناولة هذا اللقاح المستورد ولم يكن استيراده تحت اشرافها ولا تعلم عنه اي شي سوى تفاجأ العاملين بوصول عدد خمسين ألف جرعة أولية منه مما اثار التساؤلات حول طرق استيراده التي تمت بطرق غير نظامية عبر مستورد أجنبي وعدم ارساله الى المعمل القومي لبحوث الثروة الحيوانية لأجراء الاختبارات المعملية المعلومة وهل عجزت الامدادات البيطرية بتوفير اللقاح المعنى إذا كان هناك حوجة لاستبدال اللقاح الكيني.
لماذا تخفى وزارة الثروة الحيوانية والسمكية الاتحادية استيراد لقاح يكلف الدولة مليارات الجنيهات حتى الامدادات البيطرية والمعمل القومي لبحوث الثروة الحيوانية لا تعلم عن الامر شيء، وهل سوف يتم فسح الشحنات المصدرة بعد هذا الاجراء؟؟ وهل تم كل ذلك من اجل مصلحة متقاعد يعمل سابقا بالإدارة العامة للمحاجر وصحة اللحوم ام لصالح أصدقاء الدفعة؟؟
وأخيرا بعد كل هذا التلاعب بصادراتنا الحيوانية سوف تعاود الشحن مكانها بالرجوع ولن يتغير في الامر شي بل قد يصل الامر الى حظر صادرات المواشي الحية من السودان في بعض دول الخليج نسبة للأخطاء الفنية المتكررة وغير مبررة ومعلوم بواطن الخلل ولك الله أيها الوطن الجريح.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …