‫الرئيسية‬ رأي في التعامل مع شعب ما بعد ديسمبر المجيدة
رأي - سبتمبر 14, 2020

في التعامل مع شعب ما بعد ديسمبر المجيدة

فتحي البحيري :

بدءا من منتصف ديسمبر المجيد من سنة 2018 ومرورا بكل الملاحم التي سطرها جيل المعجزات الثورية وليس انتهاءا بفجر الثالث من يونيو 2019 الدامي الأليم … اخذت تتشكل ذهنية جديدة للتعامل مع هذه النخب التي ظلت طيلة ما مضى تدعي احتكار الحنكة والمعرفة والطهارة وتجتهد تبعا لذلك في احتكار التعريف والتوصيف والاستغلال . تعريف وتوصيف الذي يجب والذي لا يجب والذي يليق والذي لا يليق .. والذي يصلح والذي لا يصلح … وبالتالي تحتكر استغلال الفرص والموارد والاشخاص والشعوب وامكاناتها .. كل ذلك انتهى بغتة بعد فجر ديسمبر المجيد فصار الثوار الوطنيون الجدد هم الذين يحددون الذي يصلح للدعوة للمواكب والذي لا يصلح … ومن يؤم المصلين بارض الاعتصام ومن الذي لا يؤمهم .. صارت المعايير التلقائية الموضوعية البديهية هي وحدها التي تعمل .. والى الابد باذن الله .. ولبست باي حال من الأحوال معايير الشلة والأسرة والادعاء الاجوف والعلو الزائف المصنوع.

صحيح انه وعلى مستوى الحكومة الان هناك بعض من تسلل الطرق القديمة في الوصول الى هذا التكليف أو ذاك ولكنه تسلل يتم تحت سمع الثورة وبصرها ومرده ان الثوار زاهدون بطبيعتهم عن التشاغل بمثل هذه السباقات الدنيئة وواثقون في قدرتهم على اي تغيير يقررونه كما أو كيفا في شكل ومحتوى هذه السلطة متى ما ارادوا ذلك.

أما فضاءات العمل العام الرحبة فلن يستطيع المبتذلون والمزيفون والذين تمت صناعتهم وصياغتهم زورا وبهتانا على حين غفلة … لن يستطيعوا ان يقدلوا في هذه الفضاءات على راحتهم مثلما كانوا يفعلون قبل ديسمبر ومثلما سولت لهم مؤامراتهم الصغيرة بعد يونيو 2019 وغررتهم ان بالإمكان تحويل هذه الثورة الجذرية الى تسوية سطحية وهيهات

هذا الغرور الذي هو اشد وانكى من غرور صحيفة طرفة بن العبد الذي اورده المهالك لا يفتأ يجعل غبيا هنا أو احمق هناك يخوض خوضا غير مامون العواقب في ظل الطبيعة التي اختلفت جذريا لهذا الشعب .. لا سيما في الكيفية التي بتعامل بها مع الادعاءات العظيمة التي لا يسندها حال ولا فعل … ودوننا جميعا ما ال إليه ادعاء الاغلبية الدهرية المزعومة الذي عجز حاله وفعله عن السيطرة على سلوك 6 أشخاص وادعاء سلطة الامر الواقع المستندة على القتل والقمع والسلاح والذي اصبح صاحبه لا يقوى على عبور شارع بيته الا في ظل حراسة مشددة لن تغني عنه من الشعب شيئا ان جد الجد وحمي الوطيس … وادعاء الحلول محل الجيش والدولة سلاحا ومالا وقد بات عرابه يتسول القبول به بالف طريقة وطريقة ثم لا يجد منه شيئا وينكره حتى الذين طعموا سحته المسموم قبل صياح الديك ثمانين الف مرة.
وقبل كل هذا وذاك … ادعاء الرؤيا التفويض الذي صار ظهوره في الأخبار … وبامر الشعب .. اندر من الكبريت الاحمر.

الامثلة على ان هذا الشعب صار شفتا وحريفا في سرعة تفنيد الادعاءات الجوفاء التي لا تنتمي في حقيقتها لجرحه وهمه ودمه المراق على ابواب القيادة العامة … اكثر من ان تحصيها مقالة … عسى يرعوي من لا يزال يدعي … ودم الشهيد بي كم ؟

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …