حتمية السقوط ..!
عمر ارباب :
لاشك أن الحكومة الحالية ليست بحجم طموحات وتضحيات الثورة برغم الجهود المبذولة وهذا مرده إلى عدة أسباب أولها التباين في المكون الحاضن لها وعدم وجود رؤية موحدة لإدارة الدولة علاوة على التنازع السياسي والسعي لتحقيق أكبر مكاسب في هذه المرحلة ومحاولة إضعاف الآخر .. أضف إلى ذلك الصراعات التاريخية سواء كانت أيدلوجية أو سياسية أو عرقية مما يعقد المشهد أكثر .. ولا ننسى الشريك العسكري المثقل بالآثام وليس أمامه خيار سوى التمسك بالسلطة والذي لا يمتلك أي سند سياسي أو شعبي ولا يدري صلحيه من عدوه .. فهم أناس ساقتهم الصدفة وحدها لهذا الموقع بلا تدبير أو تقدير .. لذا فهم لا يدركون حتى الآن هل هم حلفاء أم شركاء أم أعداء لهذه الحكومة وهذا هو ذات الحال فيما بينهم أنفسهم وهذا واضح من خلال التراشق الإعلامي الذي خرج من الغرف المغلقة إلى الأسافير ..
كل هذا معلوم وأكثر منه لاسيما في إدارة الدولة وحالة التخبط في تعتري الحكومة في إدارة الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى ملف العلاقات الخارجية لكن هل هذا يعني فشل الثورة أو ينفي مبررات قيامها !؟ وهل كان بالإمكان أن تنصلح الإنقاذ أو كان لديها قدرة أو رؤية على الأقل لإصلاح البلد !؟
الحقيقة التي يدركها الجميع أن الإنقاذ سقطت وهي تستحق السقوط ووصلت مرحلة متأخرة من الفساد والإستبداد وأضاعت كل فرص الإصلاح سواء أتتها من الداخل أو الخارج .. وحينما خرج عليها الناس مستنكرين عذبتهم وأعتقلتهم وقتلتهم في الطرقات بل وداخل بيوتهم وأمام أطفالهم هذا فضلاً عن عمليات القتل المتعمدة داخل المعتقلات وبصورة بشعة لا تمت لأي دين أو خلق .. هذا واقع كلنا شهود عليه ولا مجال لإنكاره أو تغبيشه ومعترف به من أهل الإنقاذ أنفسهم .. فالحقيقة الماثلة أن هذه التجربة قد فشلت تماماً فلا ديناً أفلحت ولا دنيا أصلحت وإن لم نكن شركاء في هذا الفشل فهذا لا ينفي حقيقة عجزنا عن الإصلاح .. وكما يقول المحبوب عبد السلام : فإن هذه الفكرة قد إستنفذت أغراضها ويجب البحث عن فكرة جديدة .. هذه الفكرة يجب أن تضع مصلحة الوطن كأولوية فبدونه لن يكتب لها نجاح أو يكون لها وجود ..
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …