‫الرئيسية‬ رأي لماذا يركز الإعلام الإسرائيلي على قمة اللاءات الثلاثة
رأي - أكتوبر 24, 2020

لماذا يركز الإعلام الإسرائيلي على قمة اللاءات الثلاثة

علاء الدين محمود :

لماذا يركز الإعلام الإسرائيلي على مؤتمر قمة اللاءات الثلاثة، التي وصفت بالقمة التاريخية؟، قال بنيامين نتنياهو اليوم: “إن الخرطوم تبنت في العام 1967، اللاءات الثلاثة: لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف باسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل. واليوم الخرطوم تقول: نعم للسلام مع إسرائيل، نعم بالاعترف بإسرائيل، ونعم للتطبيع مع إسرائيل”. فالمسألة لها دلالاتها الرمزية الكبيرة، وموقع السودان من هذه القضية أنه كان الأرض التي أقيمت عليها المؤتمر، فالقضية ليست عروبة أو انتماء أمة، ولكن “موقف” سياسي في سياق تاريخي معين تكرست مكانته إلى طور الرمز، بالتالي لا يمكن التنازل عن القيمة الرمزية الا بموقف يستحق فعلا، غير أن الذي حدث جاء معكوسا، تم التنازل عن تلك القيمة التاريخية بلا مقابل يذكر، بل وبابتزاز واضح من قبل الادارة الأمريكية، حيث تم ربط مسألة رفع العقوبات بالتطبيع مع إسرائيل؛ أي أن المعادلة هي: رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، مقابل التطبيع، وللأسف هذا الأمر تم عبر الكذب وخداع الجماهير من قبل حكومة من المفترض أنها تمثل الارادة الجماهيرية الثورية، إذن ما حدث هو كذب واهدار للكرامة دون مقابل يذكر.
إن اللاءات الثلاث تمثل قيمة كبيرة بالنسبة لإسرائيل تحديدا، فقد ظلت مثقلة بتاريخ من الرفض السياسي والاجتماعي، وحاولت طوال السنوات الممتدة منذ تاريخ 1967، أن تحدث اختراقا يذكر دون جدوى، وهو الأمر الذي يتحقق لها اليوم، بالتالي هو انتصار كبير لإسرائيل دون أن يمثل ذات القيمة بالنسبة للسودان، بالتالي فإن هللوا وكبروا للقرار كانوا يروجون للوهم، فكثير من الدول الأفريقية لها تاريخ من التطبيع مع إسرائيل دون أن ينعكس ذلك على اقتصادياتها في شيء.
ثم أن القضية الأكثر أهمية هي أن الحكومة الانتقالية الحالية تدعي أنها تمثل الثورة، وتريد أن تمارس ذلك الادعاء دون أن تقدم مواقف ثورية متمردة، بل بالعكس على ما تبثه قناة السودان من أناشيد، كان السودان في هذه القضية هوين سهل القيادة رهن سيادته للعبة المصالح الدولية دون أن ينتصر لأي موقف حتى إن كان موقفا رمزيا.
وعلى الرغم من إعلان مجلس “السيادة” الانتقالي في بيان له، توقيع ترامب، على قرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، إلا أن المجلس الموقر لم يخرج إلى الناس ليحدثهم عن تفاصيل اتفاق التطبيع.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …