النفس الحار
ياسر زمراوي :
يتميز السودانيون ويعرفون بمايسمي بينهم بالنفس الحار، اي اشتداد همتهم في الفترات الاولي عند القيام بجهد جماعي او فردي ، وكما مثولهم للافكار والخطط سريعا ، سواء في شان اجتماعي صغير ام كبير، او في شان اداري جماعي من شئون السياسة وادارة المنظومات والوحدات الاجتماعية او المصالح الحكومية ، وعلي اختلافاتهم السياسية التي وصلت حد التناحر ، وعلو هذا التناحر بماشهدت عليه ثلاثين عاما من تسييد سلطة حزب واحد اخفي نفسه رغم علم الناس به ، الا ان هذه السلطة وبنفس سياسة النفس الحار عملت ومنذ اول ايام لها علي تطبيق برنامجها السياسي والاقتصادي في ضربات موجعة للمواطن الزمته الصمت ، الا انه ومن جانب اخر قامت المعارضة التي تكونت سراعا من كل المعارضين للنظام بخطوات معارضة غير مدروسة توقعت ان يكون الشعب حليفا لها فيه بينما كان الشعب منكوي ومنطوي تحت اثر السياسات الاقتصادية والسياسية للانقاذ ، مما اضعف النسيج الداخلي المكون من الشعب وقادته الفكريين والسياسين ، بذلك ايضا اتخذت المعارضة سياسة النفس الحار هذه المرة لحدبها علي الوطن ، ولا نريد بذلك بكاءا علي مامضي انما قراءة للمنطلقات والكيفيات التي يتشكل بها العمل الجماعي والسياسي في مجتمع سوداني متعدد القبائل والاثنيات لايجمع بينهم الا قواسم من القيم والمثل والشعور الجمعي ومنها سياسة النفس الحار الملازمة للشخصية السودانية
قراءة منا لسياسة النفس الحار ،نجد ان لها وجود في الشخصية السودانية قديما وحديثا، وفي التاريخ الاقرب لنا ، ففي تاريخنا القرب نجد ان تاريخ المهدية اشتمل علي رجال اشداء يقاتلون بنفس حار، جيش يفوتهم عدة وعتادا ،مزكين بذلك نفس السياسة في الدولة السنارية السابقة، عندما كان السلاطين والقادة يتقاتلون بنزعات حارة تتمثل في حادثة او حادثتين لكل سلطان او قائد جيش ، بينما يمكن دراسة الاسباب السياسية والطبقية للخلاف الا ان الاحتكام للحوادث الطارئة ينبئ عن ان الشخصية السودانية تراهن علي وجودها ومجموعها السكاني من خلال حوادث صغيرة ، ويمكن القول بان عدم تشكل الدولة الحديثة بحيث يكون التفاوض والحوار الية من اليات تكون الدول وثبات واثبات وجودها
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …