فزّاعــة العلّمانية وصراخ الآموات
صدام البدوي :
كُـثر الجّدل حوّل العلّمنة الدولة، حتّي صارت الأصوات تعلو في تصاعد ٍ حاد وصراع مستمر، الأمر الذي قسّـم السّـاحة السياسية وجعلّها أكثر انشطاراً و الغموض الذي جعل رؤية الدولة غاتمة هو : عدم تحديد هويّة الدّولة، وعدم صياغة دستور دائم، وغياب المؤسسات العامة، والإنهيار الأقتصادي، …هذا الشلل زاد من الصراعات، وأكثر هذه الصراعات هي : الصراعات السياسية ذات الطابع الأيّدولوجي، وأصبحت أقطاب الصراع ما بين علّماني وأسلامي، تلك «الفزّاعة » صارت بؤرة الصراع ، وبعد سقوط النظام الذي كان يتغّطى بثوب الدّين ليخدع الشعب الذي نام ثلاثين عاماً تحت الخوف والجّهل والفقر ، وما خلّفه ُ النظام بعد الثورة دولة منُهارة تماماً، ومجتمع مبعثر، صراع متسلسل….
الثّورة كانت كفتاة (عذّراء ) ؛ ولكنّ الكل يحاول اغتصابها والتحرّش بها، هي طبيعة الصراع حول السلطة ، وهذا ما خلق ثغرات جعلت أزّيال النظام البائد يصرخون ويراوغون بالعاطفة الدينية مجدداً بعدما فشلواْ في صناعة الازمات ، واثارة الفتن، والتصدّع الأقتصادي، كل السّبل باءت بالفشل، وما يثير التساؤل في عقل ِ المرء – هل كان النظام البائد يشّبه الأسلام …؟ وهل حكم النظام البائد بالشريعة الأسلامية ..؟ وهل طبّق النظام البائد الأسلام في الأقتصاد …..؟ والمثير جداً، أنّهم اشد خطراً علي الأسلام نفسه ُ ، كيف لقاتل أن يدافع عن الأسلام نفاقاً…؟ كيف لظالم ٍ أن يدافع عن معآناة الشعب ….؟ متي ينتهي صراخهم ويعلمون أنّهم علي الباطل …؟…
وبعد أن اصبح النظام البائد اسوأ حقبة، أدركها الشعب، وخداع سياسي وديني، لم يكتفوا بعِظة الماضي الذي يشبه اخلاقهم ونهجهم الشيطاني ؛ خرجوا في مظاهرات ٍ من اجل الدين ، و اخرجوا بما في بطونهم من كراهية وحقد تجآه الثورة، وكلّما فشلوا مات بعضهم وتبّقي البعض منهم ينّـهش من الدولة ويآكل ويرتشي بنفس الطبع الذي كان يتغذي به في عهد النظام البائد، هكذا يصنعون الازمات، يثيرون الفتنة ، يحرضون الضعفاء بعواطف، هم آموات ولكنّ صراخهم لم يتوّقف ….!
و هنالك من هم علي رأس الدّولة يرضعونهم ليحوا من جديد..
فزّاعة العلّمانية هي ليست حرصاً علي الدين؛ بل كسب سياسي ،وتقسيم للراي، وتصوير الثورة كعدو للشعب الذي ضحي من اجلها بدماء ٍ طاهرة ، النظام مازال يرقص علي مسرح العواطف، مازالت الرؤوس لم تُقطع؛ فهذا يبرهن نواة الخونة واعداء الثورة، ويكفينا ثلاثون عاماً، ثلاثون من الظلم والأستبداد، والسرقة ……الخ، مهما صرخوا فلن تقبل الارض الطاهرة بهؤلاء الاموات …
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …