تذكر ان من بينهم من فض اعتصام القيادة
عبد الله الشيخ :
بِكم دَرهِم يستطيعونَ شراءك؟
خط الاستواء
لا تُصالِح، مالم تتبيَّن الفروق المستحيلة بين هؤلاء وأولئك!
لا تُصالِح حتى تعرف: لمصلحة مَن، كان الانقاذيون يحفرون التُّرعة الطولية بالعرض، والعرضية بالطول، وأي دين هذا الذي فككوا به قضبان السِّكة حديد، وأي سلام هذا الذي فصلوا به الجنوب؟
لا تُصالح إلا بعد إعتذار كل متحلل وإعادته لما سرق من أموال وقصور وفلل ومزارع.
لا تُصالح إلا بعد أن تُعاد للجيش هيبته.. لا تُصالِح إلا بعد امتناعهم عن مثل هذه الاحتفائيات.. ما أكثر كرنفالاتهم واستقبالاتهم، أليس هذا هو شأن الإنقاذ بغضها وغضيضها؟
ِكم دَرهِم يستطيعونَ شراء صمتك؟
لاتُصالِح وتُغبِّش وعي الأولاد.. لا تُصالِح فتكونَ عصاً في يد الجلّاد.
مَن يُصالِح على الدم المسفوح بإسم الشريعة، والمال المنهوب بإسم التنمية، والكرامة المُنتهكة بإسم العلي القدير؟
لا تُصالِح إلا إذا باعوا اللّاندكروزرات ودعموا بها مرضى شارع الحوادث.. لا تُصالِح إلا بعد أن يوقِفوا عادة التأثيث المزاجي لمكاتب الوزراء، ويحولوا أموال التجنيب ومُخصصات المحاسيب، لإصلاح مشروع الجزيرة.. لا تُصالِح إلا إذا كان المواطن هو أثمن رأسمال.. لا تُصالِح إلا إذا أعادوا للدولة أموالها، وللطلبة جامعاتهم، وللأطفال أحلامهم، وللمعلِّم هيبته، ولرب الأسرة عزّته، ولمهيرة شموخها.
لا تُصالح إلا إذا عادت الكفاءات الحقيقية التي نُزعت من مواقعها بالصالح العام والإهمال، وسوء المعاملة،، إلا إذا حصروا ــ عداً ونقداً ــ السيارات منزوعة اللّوحات، التي قتلت شهداء سبتمبر وديسمبر،، إلا إذا قدموا للمحاسبة تلك الشخصيات البارزة التي تسببت في إغراق طُلّاب العيلفون،، إلا إذا حاكموا من قتلة شباب كجبار، إلا إذا سلّموا مجرمي الحرب في دارفور.
وانت تتصفّح وجوه المفاوضين وأوداجِهم المُنتفِخة، تذكر أن بينهم مَن فض اعتصام القيادة. تذكّر أن بينهم من رمى شباب الثورة في النيل وفي هول المطامير.. تذكّر ليالي العذاب تحت رحمة لجان البشير الأمنية، تشرداً ونفياً وفقرا..
أسأل وفدهم التفاوضي: لم يكون ثمن السلام أكثر فداحة من الحرب؟
تذكّر أن الذبد يذهبُ جفاءاً، وأما ما ينفعُ النّاسَ فيمكُثُ في الأرض.. أمِن أجل محاصصة الكراسي نغض الطرف عن خيانة الثورة والثوار، أم مِن أجل حفنة دراهم نُشاركهم في الجريمة؟
هذا ليس تحريضا للأحقاد، فقلوب السودانيين بيضاء مثل جلابيبهم والعمائم.. السودانيون يغفرون لمن أساء ويعتذرون لَمن إجتهد في العفو، ويقيلون من أخطأ، فهل تلقيت منهم اعتذاراً أو اعترافا، حتى تفتح صدرك لعدالتهم الانتقالية؟؟
كل صلحٍ منقوص، هو منقصة..
إن لم تكن قادراً على شيئ ممّا يحلم به الأحرار، فإن فجر الشعب آت.
لِمنْ دامت حتى تدوم لحَملة الدوشكا؟
ها أنت تطلب ثأراً يطول، فخُذ – الآن – ما تستطيع: قليلاً من الحق في هذه السنوات القليلة.. إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيل فجيل..
لا تُصالِح..
نقلا عن المواكب
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …