هواء طلق .. بين سماحة السلام وقبح المكافأة على الاجرام
فتحي البحيري :
انزعجت ايما انزعاج عندما اكتشفت ان البعض قد قام بتصنيفي ضمن المعادين للسلام الذي تحقق وللعدالة التي على وشك التحقق باقتسام السلطة مع المهمشين من قادة الحركات وانني لم اكتب حرفا واحدا تعبيرا عن الفرح الوطني الكبير بهذه المناسبة.
منشأ الانزعاج انني اتمتع بمعرفة شخصية واحترام ومحبة كثير من الاحباب من منسوبي تلك الحركات من المناضلين الخلص وان شيوع هذا الانطباع المضلل حيال موقفي من هذا الذي يحدث وموقف قطاعات كبيرة من المواطنين والثوار والناشطين والمناضلين من شانه ان يزرع شيئا من الاحباط وسوء الفهم في نفوس اولئك الاحباب العائدين مع اتفاق جوبا يحلمون بالمعاني العميقة الجمال والدلالة في شعار (السلام سمح) والذي اخشى ان لا يجدوا فيه سلاما ولا سماحة ولا اي شيء.
وليس منشأ الانزعاج باي حال من الأحوال ان يقع بيننا وبين ا ركان السلطة الحالية أو القادمة اي جفوة أو تباعد أو حتى عداء .. فالسلطة … اي سلطة … يتعين عليها ان تتلمس هي ان تكون في المكان الصحيح من المواطنين … ولا يتعين على المواطن السوي ان يقلق من ذلك ابدا … ولقد تبين ان ما بسمى بالسلطة الانتقالية سواء في نسختها القحتوية أو المعدلة بعد اتفاق جوبا لم تكن في الموعد ابدا .. لا من حيث ملف العدالة .. حيث يتم التكريس الممنهج يوما بعد يوم لافلات ضخم وفخم من العقاب للمشتبه بهم في ارتكاب الجرائم المروعة ضد المواطنين العزل الابرياء في اعتصام القيادة العامة وفي مناطق النزاعات … ولا من حيث معاش المواطنين الذي تم تركه بالكامل لعبث وجشع وغباء جنرالات لجنة البشير الأمنية .. ولا من حيث استكمال هياكل هذه السلطة بمجلس تشريعي نزيه يمثل الثورة والثوار … انها سلطة لا تمثل عند صاحب هذا القلم الان الا امتدادا فظا وخليعا لنظام البشير ولا تستحق منا إلا اقذع النقد وأشد اللوم الى ان تستقيم في مسار الثورة التي تزعم تمثيلها .. وهيهات ان يرهبنا ما اعدت لنا من صنوف المسكتات والملهيات والمرهبات
ربما نتحول من هذا الموقف الذي يراه البعض شديد القسوة اذا غادر مقاعد السلطة ومفاصلها طوعا أو كرها جنرالات البشير المشتبه بارتكابهم الفظاعات التي يندى لها الجبين والذين لا بصلحون أصلا للحكم سواء فترة انتقالية أو غير انتقالية … لان البندقية مهمتها ان تحرس وليس ان تحكم .. واذا كان تعديل الوثيقة ممكن وبهذه السهولة فلم لا تعدلوها مرة اخرى يا رفاق الهم والدم والنضال بحيث يتم طرد هؤلاء الجنرالات وعلى راسهم برهان وحميدتي وكباشي خارج القصر الجمهوري وعندها وعندها فقط يمكن ان نحدثكم وتحدثوننا عن سماحة السلام أما وقد ارتميتم في احضان مطلوبين للعدالة وللقصاص الثوري الذي لن يتاخر فان هذا شانكم وحدكم … ولنا وحدنا هجبرا ظللنا نحتله ثلاثين سنة واكثر بقول لا في وجه من قالوا نعم وهو هجير خبرنا خباياه ولن يعجزنا احتمال صنوف جحيماته الاخرى على الاطلاق فهذا القلم .. والفضل في ذلك للرب تبارك وتعالى وحده … لا يعرف ان يكتب طمعا ولا خوفا … ولا بعرف ان يسكت عن الكتابة خوفا ولا طمعا ابضا … ولقد علم الناس وشهدوا .. اننا ظللنا ندافع بهذا القلم عن الحق الدارفوري في الحياة والوجود والسلام منذ بداية الكارثة مطلع الالفية وقبل ان بعرف الناس من هو مني اركو مناوي حتى .. ومن قلب نفس هذه الامدرمان التي لا تزال ترزح حتى هذه اللحظة من خواتيم 2020 تحت عسف وقهر نظام البشير وازلامه وجنوده وجنجويده الذين بايعهم مني اركو مناوي امس وإن كان مني اركو مناوي وحميدتي قد ربحا كليهما الدولارات والمليارات من وراء الدم السوداني الذكي فان صاحب هذا القلم الذي لن يخاف ولن يرتشي احد الذين ظلوا يخسرون منذ بداية الازمة الدارفورية وحتى هذه اللحظة من خواتيم 2020 والى ما شاء الله والى ان يرى حميدتي واحمد هارون وكباشي وغيرهم من ادوات قتل السودانيين في دارفور وغبرها يعتلون اعواد المشانق جزاء بما كسبوا … لا حقدا ولا كراهية ولا اي شيء . فقط لان الدولة .. اي دولة بجب ان لا بعلو فيها كائن من كان على محض القانون ومحض النظام ومحض معايير التداول السلمي للسلطة وإن لا تكون البندقية … اي بندقية … هي الطريق للوصول الى السلطة والاحتفاظ بها .
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …