حرب “القرن” مرة اخرى
محمد فاروق سلمان :
اثيوبيا لا تحتاج لان نقف على مسافة واحدة من الجميع. بقدر حوجتها لموقف واحد ضد هذه الحرب ودعوات واضحة للسلام والوقف الفوري لاطلاق النار وانهاء استمرار العدائيات سواء الضربات الجوية لاقليم تقراي ومهاجمة قيادة الاقليم (TPLF) من قبل الحكومة الفيدرالية او الهجمات الصاروخية التي تنفذها قيادة التقراي الان.
تصور اي حل سياسي لا يحمل اي طرف المسؤولية عما حدث لن يكون مقبولا ولكن لتحديد هذه المسؤولية لا بد من الجلوس اولا وفي عملية سياسية لن تكون سهلة أبدا وفق واقع سياسي اكثر تعقيدا وسيزيد من تعقيده استمرار الحرب لاي يوم اخر.
الدعوة للحل السياسي اتت متأخرة جدا، فالخلاف بين طرفي الازمة قد بدأ منذ اكثر من عامين وَلم يكن من الصعب توقع اندلاع الحرب فور اجراء اقليم التقراي للانتخابات بشكل مستقل ورفض الحكومة الفيدرالية الاعتراف بهذه الانتخابات، وقد كان من الواجب وقتها تدخل دول الاقليم وفي مقدمتها السودان وربما هذه الفرصة ما زالت امام السودان وحده لتبني دعوة واضحة لوقف الحرب والشروع في عملية سياسية فوراً.
تفاعل العالم مع هذه الازمة ضعيف ويبدو كما ان كثير من الاطراف تعول على هذه الحرب اكثر من حلول السياسة. كانما هي امر ضروري وستكون نتائجها مقبولة سواء ان قادت لفرض سيطرة الحكومة الفيدرالية واكدت قوتها، او اضعفت كل اثيوبيا واثبتت هشاشة النظام الفيدرالي والذي يعتمد الاثنية كتعريف وحيد الان لاقاليم الاتحاد وحقوق هذه الاقاليم بما في ذلك حق تقرير مصيرها وفق هذا التقسيم الاثني للجغرافيا تاريخياً.
بالتاكيد يمكننا لوم طرف ما عند اشتعال الحرب، لكن الجميع ملامون اذا لم تُخمد هذه الحرب.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …