ما بين عبد السلام كشة وتشي جيفارا
عادل بدر :
ما بين عبد السلام كشة وتشي جيفارا سنوات من الحلم والتغيرات الدولية ولكن لافرق في فجيعة موت المُلهمين بين بوليفيا والخرطوم ولافرق إن كانت القبعة الأمريكية خالصة أم تحتها عقال أو كدمول أو كان القاتل بالكاب العسكري، فإبني الزمانيين المختلفين هذين عرف عنهما الفداء والإيمان المطلق والإنحياز للحياة؛ حياة الأخرين، هتف كشة وقاتل من جامعة لجامعة، من شارع لشارع، من موكب لموكب، من معركة لمعركة، كما فعل جيفارا تماماً، كلاهما ماتا في قلب المعركة وأعينهم في عين العدو وقامتهما مشدودة.بل وأزعم أن بينهما تشابه في إسلوب الحياة وإستراتيجية التفكير وفضاء الأمل وقوة العزيمة ومُضي التنبؤات ، فإن كان كشة قد تحدث عن تخوفه من عدم التزام الأحزاب بخطاباتها داخل أرض الإعتصام وأطلق عبارته الأشهر (نخاف على ثورتنا من النخب) فإن جيفارا هو صاحب العبارة الخالدة (الكلمات التي لا تتطابق مع الأفعال ليست مهمة) وبعد كشة راينا مخاوفه بأم أعيننا وراينا الأفعال تتنافى مع الكلمات، فباتت الكلمات وكما قال جيفارا غير مهمة.
لقد بذلت أمريكا المليارات في الدعاية، في محاولة لطمس جيفارا ومحو آثاره وتاريخه، ولكن في الوقت الذي لايتذكر أحد الأن إسم مدير الإستخبارات الذي أصدر قرار تصفيته، يذكر العالم جيفارا وعباراته وساعة موته ولايزال تفافه عالقاً بوجه الخونة البوليفيين وركلة رجله تؤلم ظابط الإستخبارات الذي نزع قيلونه قبل إعدامه. مات كشة ولكن صوته يشق عنان الخرطوم وحاراتها وشوارعها، تحققت نبؤته وصدقت مخاوفه وصعد قاتيليه للسلطة بعد أن منحتهم النخبة (شبة) وشرعنهم البعض بإسم السلام وسموهم أبطالاً. وكما يفعل التاريخ كل مرة سيكتب إسمك يا كشة و رفاقك أبطالأ ومناضلين وملهمين، أما التُفاف فللخونة البوليفيين وللفاسدين الف وجه وبلد.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …