هنود أبيا مديراً لجامعة إفريقيا
عوض ابراهيم عوض :
طالعتنا الأسافير بخبر تعيين البروفيسور هنود أبيا كدوف كمدير مكلف لجامعة إفريقيا العالمية إلى حين إكمال تعيين أعضاء مجلس الأمناء. وطبعاً فمجلس أمناء الجامعة هو الذي يختار المدير ونائبيه حسب قانون ولوائح جامعة إفريقيا، وقد ظل مجلس الأمناء محلولاً، وظلت الجامعة بلا مدير بعد استقالة مديرها البروفيسور كمال عبيد وخلفه الذي عينته حكومة حمدوك. وبروفيسور هنود يعرفه أبناء جامعة الخرطوم التي عمل بها معظم سنوات شبابه بعد تخرجه بدرجتي الماجستير والدكتوراه بالمملكة المتحدة. وبالمناسبة هو الشقيق الأصغر لمهندس الصوت الإذاعي الراحل مكاوي أبيا كدوف الذي أسهم بدوره في تربية وتعليم كل أشقائه وبينهم هنود الذي كان يأتي معه للإذاعة أيام برنامج الراحل محمد خوجلي صالحين جرب حظك. وكان هنود يحصد معظم جوائز البرنامج الذي يعتمد على المسابقات لأنه كان شاباً ذكيا وموسوعياً في كل مجالات المعرفة الثقافية والفكرية والدينية والأدبية وغيرها. وهكذا كان والدهم الراحل الذي كان مثالاً للأريحية والكرم والأخلاق والتدين في مدينة سلارا بجنوب كردفان. ولحب هنود لمنطقته وأهلها الطيبين سمى إحدى كريماته باسم سلارا. ولقد أسعدتنا الظروف أن تزاملنا مع البروفيسور هنود في الجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا لأكثر من عشر سنوات كاملات خبرنا فيها جمال نفسه العظيمة وغزارة علمه وثقافته وحبه لوطنه السودان وروعة تربيته لأبنائه هادي وعلاء الدين وسلارا وبقية العقد الفريد. بل إنه كان يؤوي في بيته عدداً من الأطفال والشباب غير أبنائه من الذين آواهم في كنفه مستفيداً من أريحية زوجته (فاطمة) التي ظلت مثالاً للمرأة السودانية التي تنساب كرماً ورجاحة عقل وتلطفاً مع كل ضيوف هنود الذين هم بالمئات لأصالة معدن الرجل. وكنا نلتقي طوال السنوات في بيوتنا وفي مكاتبنا بالجامعة أو في المسجد الذي نلتقي فيه يومياً بعد الصلوات ونجلس للأنس والتفاكر قبل أن يعود كل منا إلى مكتبه. وبروفيسور هنود عرفته الأوساط القانونية السودانية والماليزية والعالمية منذ أن تخرج في جامعة الخرطوم بكلية القانون بمرتبة الشرف الأولي، وعمله كقاضٍ بالمحاكم السودانية. وكان هو الذي يضع امتحان مهنة القانون المعرف بامتحان البار طوال سنوات وجوده بالسودان وذلك لدقته وإلمامه بكل أصناف القوانين. وقد قاده هذا التميز لأن يكون عميداً لكلية القانون بالجامعة الإسلامية العالمية بكوالالمبور وكذلك مديراً لمركز دراسات السلام العالمي. وقد أصبح مستشاراً لعدد من المسؤولين والهيئات الحكومية الماليزية حتي أطلق عليه عدد من المسؤلين الحكوميين لقب آية الزمان، وأطلق عليه طلابه في ماليزيا لقب قرص الشمس. وتجدر الإشارة إلى أن حكومة الإنقاذ قد اختارته ليمثل السودان في مؤتمر ريودي جانيرو للبيئة في بداية التسعينيات لأنه كان السوداني الوحيد الذي يحمل مؤهلاً بدرجة الدكتوراه في قانون البيئة. ورغم أنه لم يكن على وفاق مع قادة الإنقاذ منذ بداياتهم إلا أنه لبى النداء لأجل وطنه السودان فكان صنواً لرؤساء الدول والحكومات الذين مثلوا بلادهم في ذلك المؤتمر. وبعد ذلك مباشرة جاء إلى ماليزيا ليبقى فيها قرابة الثلاثين عاماً، حيث لم يعد إلى السودان إلا بعد اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة. وقد تم ترشيحه لعدد من المناصب الرفيعة ومنها عضوية مجلس السيادة ومجلس الوزراء ورئاسة القضاء ولكن كان حظ جامعة إفريقيا أوفر فجاء إليها مديراً. لك التحية أخي وصديقي العزيز بروفيسور هنود أبية كدوف وحللت سهلاً بين أهلك.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …