‫الرئيسية‬ رأي رحيل قائد استثنائي كالبصمة لايتكرر
رأي - نوفمبر 27, 2020

رحيل قائد استثنائي كالبصمة لايتكرر

صديق الحلو :

ترجل الفارس المغوار وترك فراغا لايمتليء وجرحا لايندمل. كان استثنائيا كالبصمة لايتكرر… مات الإمام وأخذ برحيله من العالم الطاقة والحياة والمعنى. حبب إلينا الموت وكره لدينا الدنيا.
لسا الحزن واقف على حافة مشيك… لهفتنا ليك…. لي طلتك… لوبس تعود نلمح وشيك. ونشوف ملامح ضحكتك.. نرويهو شوق لمن تكون بيناتنا بسماتك حضور جد ياحبيب اشتقنا ليك…
كان سمحا جميلا ومتسامحا لبقا. حلو المعشر دمث الأخلاق. أعلن عليه الحداد واكتسي الوطن لون السواد. نكست الإعلام والرايات. شيع رسميا وشعبيا لمثواه الأخير.
سيدي الإمام منو البعدك بقول للببكي امرك ساهل.
في يوم الخميس جانا الخبر وانشاع.
وقفنا قراية العلم وانهمل الدماع.
آخر أعمدة الحكمة والصفح الجميل غادرنا إلى غير رجعة. بعد أن خط تاريخ ناصع ورائع من الأدب. والثقافة والسياسة والإبداع والتاريخ والعظمة. وناحت العصافير في سماء ام درمان وأشجارها. بكت العذارى في ربوع البقعة يا الفوتك مو دحين…
وصبايا امدر يرددن
سافر نور عيونا وعزنا.. وبركتنا…
انطفأ النور الذي بز المصابيح. فقد كبير وفراغ عريض وذاك اليتم. فقد الوطن عبقري بذكاء وقاد…
استثنائي جدير بالتقدير. الود والاحترام. سياسيا مفوها. قامة رفيعة وطود شامخ. منبع الكياسة. الشهامه التفاني والكبرياء. كان يحب الوطن وناسه ويبادلونه حبا بحب. مليء بالفكر والبحث. الوسطية والتوازن. كان فارس الحوبة في الاماسي الفكرية والندوات الأدبية والليالي السياسية. جميلا سمحا أينما وطأت قدماه. خيره باسط كالندي. المعرفة وحب الديمقراطية من سجاياه. ملهما موهوبا وعارفا. باريحية يستوعب ضيفه. ولاتمتلك الا ان تغرق في حضوره الباذخ وكاريزميته التي بلا حدود. صالح يشع من ثناياه النور. تشرق النفحات وذاك الإشراق. ولاتمتلك الا ان تلف في محرابه. والقمر لايخفي بهاؤه. عليك أن تدور في ذلك الوله وذاك الحب وتغرق في النور. هنا تكمن البركة والرؤيا والرؤى. حكم وأمثال سودانية. والتراث السوداني جميعه يحفظه عن ظهر قلب. والديمقراطية عائدة و راجحة. ومن فش غبينته خرب مدينته. لبس العمامة عنده لها رونق خاص. والعلي الله له فيها كل الأناقة. والألوان المختارة بعناية وتلك الصور الفوتوغرافية التي تشكل ذوق رفيع وخيال مبدع. وكان مثالا للشباب الزينين السمحين… الوسيمين. امتلك العظمة من اركانها
بتواضعه الجم مع الصغير والكبير. ملأ الدنيا وشغل الناس كأبي الطيب تماما.
احب السودان وأهله وأنشأ أبناؤه وبناته على حب السودان وناسه واحترام الصغير والكبير. كان كبيرا نال المعالي وشرفنا في المحافل الدولية والإقليمية. كأنما يمسك القمر بيد والشمس باليد الأخرى. يتحدث كما المسك شذى البنفسج والياسمين. بكيناه بدمع القلب ونعي الناعي وامتلات الجماهير باللوعة والاسافير. عم الحداد أرجاء سوداننا الحبيب. كان فريدا فينا ومتميزا بجهده الذي بهر به العالمين. كنا نحتاجه أكثر ونوده أكثر ولكنها إرادة الله العلي القدير.
لقد فقد الوطن سودانيا مخلصا ومحبا قل ان تجود
به الايام. رحل آخر الكبار. ترجل بصورته البهيه وهو يعتلي الجياد والمنابر بمختلف اللغات الحية والندوات. فارس الحوبة الدخري. أمل الأمة. تهتدون وتفلحون وتستبشرون ولن نصادق غير الصادق.
خبرك جانا كالسم الزعاف جرعنا… ماقلنا بتموت أصله الخبر لوعنا… ياريت يا الحبيب لو الزمن رجعنا… نمرق روحنا فيك لحظة تجي تودعنا…
لم يكن في ذات يوم إنقلابياً بغيضا قال له الناس ارحل. ولافاسدا انتهازيا قيل له تسقط بس. أو مرتشيا مستبدا دكتاتوريا وسفاح. ظل طول حياته العامرة داعيا للحرية والديمقراطية وحكم الشعب.
علمنا يا سمح الاهاب.. كيف نطمأن وأماننا غاب.
كان يحلم للسودان بغد افضل. وحياة رغيدة وعيشة سعيدة. وَكنا نحلم معه أن يكون السودان في المقدمة.
اتمضي الآن ياشيخ المعالي وتتركنا ينازعنا السقام… الآن ارتحلت أيا عظيما سما ليغبطه العظام…
مصابنا فيك أكبر من الحروف والحزن لايوافيه الكلام….

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …