‫الرئيسية‬ رأي رحل عفيف اللسان .. إمام الانصار
رأي - نوفمبر 28, 2020

رحل عفيف اللسان .. إمام الانصار

شاكر سليمان حسين .. أبو بلسم :

لله ما أعطى ولله ما أخذ ، ولا نقول إلا ما يرضي الله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
إنه مصيبة الموت يظل يلازم الانسان ويلاحقه فى حله وترحاله إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ، ويبقى الفراق أمر محزن ومؤلم خاصة إذا كان الذى فارقنا كبير القوم ، وحفيد صانع الاستقلال ، وأحد أعمدة السياسة السودانية ومنظريها الذى لا يشق له غبار ولا يمكن تجاوزه فى حال الحديث عن السياسة السودانيه أو السياسة فى المحيط الإقليمى أو العالمى تجده حاضرا بإسهاماته الثرة ، بارع فى دهاليزها يجيد فن الممكن بلباقة متناهية …

مفكرا إجتماعيا ، وأدبيا ، وثقافيا ، منظرا سياسيا ، وعالما دينيا من دعاة الوسطية ، ينبذ التشدد الدينى ويناهضه بقوة .. نختلف معه كثيرا فى الرأي لكن الجميع يشهد له عفة اللسان ودماثة الأخلاق ، وحسن السلوك ، صحيفته خالية من الموبقات والجرائم مقارنة برصفائه من القيادات والرؤساء ، يتحمل النقد بروح رياضية وقلب رحب ، لا أعداء له ، منافسوه يختلفون معه حيث ابجديات السياسة التباين فى الفكر والتوجه والأيديولوجيا ، لكنهم يكنون له كل إحترام وتقدير فى شخصه ، ويلقبونه بالرجل المهذب المأدب الذى يتقن إختيار المفردة اللبقة ، ولسانه لا تعرف نطق المفردات الخادشة ..

شيعه السودانيون بمختلف إنتماءاتهم وتياراتهم فى موكب رسمى وشعبى مهيب تتقدمهم الحكومة الانتقالية بمؤسساتها المختلفة وأحزاب اليمين واليسار والكفاح المسلح ، سياسيين وغيرهم ، نساء ورجالا ، شبابا واطفالا ، والانصار محبيه أتوا من كل حدب وصوب غير آبهين بفايروس العصر ( كورونا ) ، لوداع حبيبهم الإمام الى مأواه آملين أن يكون مرقده روضة من رياض الجنة . لمن أوجب الواجبات ، وبعض من الوفاء لرمز من رموز البلاد …

رحل الإمام وإجتمع حول جثمانه المختلفون ، فهل من عبر ودروس مستفادة من هذا الموقف الذى وحد الجميع ، ليكن بداية النهاية الأبدية لخلافاتنا لصالح البلاد التى عانت من فرقاء الأبناء ، موقف سودانى أصيل جدير أن يترجم سياسيا لإذابة التجاذبات والخلافات …

نسأل الله له الرحمة والمغفرة ويتقبله بوافر رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن اؤلئك رفيقا ، اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره وألزم أسرته وأعضاء حزبه والشعب السودانى الصبر وحسن العزاء ولا حول ولا قوة الا بالله …

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …