‫الرئيسية‬ رأي لا حصانة لكم إلا بشعبكم
رأي - ديسمبر 3, 2020

لا حصانة لكم إلا بشعبكم

د. محمد صديق العربي :

ظل البشير يقدم التنازلات تباعا ابتداء من فصل الجنوب وحتى قبل ان يلفظ نظامه أنفاسه الأخيرة كان على استعداد بتقديم اي قرابين في سبيل الحصول على رفع اسمه ورفاقه المطلوبين لمحكمة العدل بالإفلات من العقوبة والمطالبة الدولية بمثولهم امام المحكمة الدولية حتى في حينها منح ممتلكات واراضي السودان لدول وشركات خارجية، وآخر أيامه وهب ثغر السودان لشركة أجنبية بمقابل مالي ضئيل

ظل التخبط يلازم ايام البشير الأخيرة وفقد الثقة في كل الذين من حوله عدا أولئك المطلوبين دوليا معه ولم يشفع له تقربه من كل المحاور الخارجية ؛ وها نحن اليوم نشاهد أبناء البشير يسيرون على نفس الطريق بالبحث عن طوق نجاة من المساءلة القانونية الدولية ولم يتركوا بابا إلا وطرقوه سعيا في خلاص أنفسهم وآخر همهم هذا البلد المنكوب؛ لم يعي هؤلاء العسكر بأن باب شعبهم غير مؤارب ومفتوح وان طرقوه سائلين الصفح والعفو وبراءة للنفس من يوم تشخص فيه الابصار وترك الأمر لأولياء الدم ان عفوا واصفحوا او طالبوا بالقصاص او الدية.

كان أولى للعسكر الاعتراف بالجرم وسفك دماء الأبرياء في يوم لا ينسى من ذاكرة شعب السودان وان تعاقبت أجيال وأجيال فظل المكون العسكري يلعب على عامل الزمن بأن هذا الشعب سريعا ما ينسى امام ضغوطات المعيشة والأزمات التى ماتنفك يوما إلا وعادت إدراجها اليوم التالي ظانيين بذلك احراج الجهاز التنفيذي للدولة اما الجماهير وهذا لا يعني بذلك تبرءة الأداء التنفيذي من القصور العام في الأداء.

أكثر ما يحبط شعب السودان هو فقده الثقة في كل من المكونين العسكري والمدني الأول قاتل وناهب لمال الشعب ولا يهمه غير الحكم والثاني أداءه متواضع وباسم شعب السودان يفوضون تجديد الولاء والثقة؛ فالحكم للشعب وحده من يقرر بأن الأداء جيد او ضعيف ،ولا كبير عن محاسبة المتقاعسين وضعيفي الهمة من يغازلون القتلة أحيانا ويتقربون لهم زلفى ليظلوا على سدة الحكم فالشعب ليس بغافل ويعلم حقه ومستحقه فان احسنتم فلانفسكم وان اساءتم فلا بواكي عليكم برميكم في مزبلة التاريخ.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …