رأي - ديسمبر 7, 2020

ملوص

محمد سوركتي :

.وانا صبى صغير (فى اولى ثانوى) كنت محوش لى حوالي 27 جنيه بالتمام والكمال من شغل الاجازة ومن (عرق جبينى) ….عتالة مونة .ونقل موية….ورفع طوب فى السقالة ….وعتالة شوالات الاسمنت وكم(كف) من المعلم ..هكذا كنا نستثمر وقت فراغنا ونصارع فقرنا .
..الدنيا بقت قبايل عيد ونويت اشترى بنطلون ابيض وقميص احمر ذا لياقة بيضاء طويلة يرتمي طرفاها على الكتفين (كبردعة )الحمار وازرار سوداء كبيرة كانت تلك موضة ذاك الزمان ….صحيت من الدغش …لبست بنطلونى وقميصى(الكاروهات) الوحيدات وظبطت شعرى بى خلال الخشب (الكسلاوى) ولبست ساعة ود جيرانا اللى ابوهو كان مغترب ..ولبست شبشبى (الدبابة) البنى واتوكلت وركبت شماعة فى بص ابورجيلة بتاع الساعة 7 صباحا
اصلو المسافة من جبل اولياء للسوق العربى كانت بى بصات الاهالى حوالى ساعتين ..وبى بص ابو رجيلة ساعة وربع بس….
ختيت 2 جنيه فى جيب البنطلون القدامى اللى فى الكمر ..وكنا بنسميهو الجيب السرى …وختيت ال 25 جنيه فى الجيب الورانى ..والحقيقة انا فرحان بى حكاية الجيب الورانى دى …لانو زمان كان امى بتفصل لينا هدومنا عند واحدة من خياطات الحلة بناطلين بدون جيوب ..وبى لستك …..وزياده فى الوجاهة ختيت منديل تحت اللياقة ..والمنديل كان مقطوع من ملاية لونها ليمونى (مجنون)…واتريحت لى بى ريحة كانت امى خاتاها فى الدولاب فى قزازة ويسكى قديمة ..اكتشفت فيما بعد انها (ريحة الخمرة) ….غايتو انا كنت متكيف منها ..لكن ناس بص ابورجيلة كلهم بعاينو لىّ ..وكنت مفتكرهم حاسدنى…لكن باين هم كانو ظانين شى تانى….ماعلينا……وصلت الخرطوم ونزلت قريب لى سوق الخضار …لقيت ناس قاعدين فى الارض وبلعبو لعبة غريبة جدا …اسمها (الملوص)..اتوكلت وقلت اللعب معاهم يمكن اطلع بى حق كم بنطلون ..لانى شايف فى واحد منهم كسب قروش كتيرة ..ايدينو مليانة طرادات وخمسينات واشلان وريالات وجيوبو منفخة بالفكة …اتوكلت وقعدت فى الواطة ….وطلعت عشرة جنيه وبديت اللعب ..بعد شوية العشرة جنيه اصبحت ثروة معتبرة وهاك يا لعب ..سرحت فى اللعب وبديت اطلع فى القروش الكسبتها شوية شوية ..لما قروشى كملت كان الشمس دخلت الجيوب عدمن (الفرطاقة)…واتذكرت البنطلون الابيض والقميص الاحمر والامال العريضة ببهحة العيد ..واتذكرت عتالة (قدح المونة ) و اثار (عود جوز الموية) فى اكتافى
لمست اللياقة لقيت المنديل اليمونى المجنون لونو (بيجى) …وريحة (الخمرة) بقت تشبة ريحة اللستك المحروق ….وتسريحتى اتلخبطت …ولقيت فى جيبى عشرة قروش يادوووب ترجعنى بيتنا …..فى الرجعة ركبت بص الاهالى (مسطحا)….ونويت اجدد بنطلونى وقميصى القدام (للعيد)..

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …