‫الرئيسية‬ رأي هل انتصر الإرهاب في معركة المناهج ؟؟
رأي - يناير 7, 2021

هل انتصر الإرهاب في معركة المناهج ؟؟

بشرى احمد علي :

تُعتبر قوانين قوانين سبتمبر هي الإرث الذي خلفته الحركة الإسلامية legacy ، وعلى الرغم ان الغرض من هذه القوانين كان هو تكريس السلطة في يد النميري ، ثم أن الذين صاغوا القوانين لم يكن لهم باع في العلم أو الدين ، إلا أن هذه القوانين ظلت سيفاً معلقاً على الأعناق ، وأغلبها الأن تمت مراجعته من دون أن تحدث ضجة لأن مولانا نصر الدين يراعي التدرج من دون أن يشعر الناس بأنه متشكك في ما يريد ان يقوم به أو أنه ينتظر المصادقة من أحد ، ولذلك ظلت الدائرة التي قودها وزير العدل ، وهي تتكون من شقين داخلي وخارجي ، بعيدة عن التوتر ، والسبب في ذلك يعود لشخصية السيد الوزير الذي لا يفضل العمل تحت الأضواء ، وهو نجح في طي ملف القضايا الدولية التي كانت تحيط بالسودان ، لذلك لم يمنح العسكر الضوء الأخضر لأي جهة حتى تقوم بعرقلة عمله .
ولندلف الأن لما حدث مع الدكتور القراي وأزمة المناهج ، والأزمة مهما تسارعت فهي لا زالت في الخرطوم ، ولم تطرق رياح الأزمة أطراف السودان لأنها قضية (ترف ) وصراع نخب لا يستفيد منه مواطن الهامش ، في الأنحاء الطرفية من السودان لا توجد مدارس أو معلمين ناهيك ان يكون الإشتجار حول صورة مايكل أنجلو ، ولكن أزمة المناهج علقت في الخرطوم لأن الخرطوم هي ليست عاصمة السودان وكفى ، بل هي أيضاً عاصمة الأطراف الإقليمية التي لها اليد الطولى في السياسة السودانية الحالية ، وهي عاصمة الأموال والإعلام ومركز تغيير نظام الحكم ، وحتى منابر المساجد التي حرضت على منهج التعليم المقترح هي منابر سياسة ، وكلنا نعرف أن الدكتور آدم الشين هو من الإخوان المسلمين ، ثم أن ابوبكر آداب طلب مقابل تأييد الثورة السودانية ان يؤيد تجمع المهنيين حرب اليمن ، وقال لأن المسلمين هناك يحاربون اعداء الصحابة الذين يشتمون أم المؤمنين عائشة ، إذاً فإن الصراع لم يكن بخصوص توجه المناهج ولا بسبب الصور الموحية بالجنس ، بل كان الصراع بين بقاء إرث البشير كما هو عليه وبين القوى التي تريد تغييره ، وقد تم تعطيل المنهج المقترح بحجة دراسته من جديد ، ولكن هذه الخطوة ، وإن اعتبرها السلفيون بانها مثل فتح مكة ، إلا أن هذه الخطوة تعتبر تأجيل للأزمة وليس حلها ، ولن يحدث في السودان اي إجماع حول المنهج التعليمي طالما أنه أصبح من اختصاص ائمة المساجد وقادة الاحزاب ووجهاء القبائل ، والحل الوحيد هو التحرر من المنهج الموحد والتفكير في منهج يعكس التنوع والتعدد في السودان وبالذات التدريس باللهجة الغير عربية ..
لذلك لا يمكن وصف ما انتهى اليه موضوع المناهج بانه انتصار للارهاب او انتصار لمدرسة السلفيين التي تبحث عن الشهرة في قضية حلها يمكن في التعدد كما حدث في الجزائر والعراق حيث تم احترام اللغة الامازيغية والكردية ، وقصة التعليم الموحد لا تختلف كثيراً عن فكرة دولة الحزب الواحد ، لذلك لا بد أن ننظر لهذه القضية بشكل مختلف ، يختلف عن ما كان بالأمس ، ويختلف عن ما يجري عليه الاشتجار اليوم ..

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …