مقال مترجم … الكتابة
جيف جوينز :
ترجمة: عزة نور الدين محمود
الكتابة سهلة جداً كل ما عليك أن تفعله هو الجلوس على آلة كاتبة ومن ثم البدء في النزيف.
– إرنست همنغواي
هل سبق لك أن شاهدت فيلمًا كسر قلبك؟ استمعت الى أغنية هزتك و لامست أعماقك؟ هل سبق لك أن واجهت شيئًا عميقًا جدًا، استدعى إنتباهك إلى بعض الأشياء التي تفضل نسيانها؟ لك ان تصفني بالجنون ، لكنني أعتقد أن هذا ما يفترض أن يقوم به الفن الجيد: إزعاجنا.
يخبرنا الفن بالخطأ في العالم
البعض منا ليس راضيا عن الوضع الراهن، نحن نعلم تماماً أن في هذا العالم شيئاً معطوباً، نشعر بهذا عميقًا في عظامنا ، وفي قلوبنا ، وغالباً ما يسبب لنا الإزعاج.
هذا الاستياء يؤدي إلى عدم الثقة في الكليشيهات (الأفكار أو الصيغ المبتزلة) وسير احداث الرواية التي يمكن التنبؤ بها. هذا ليس كافياً لوصف الموقف الذي نجد أنفسنا فيه، نحن بحاجة إلى شيء حقيقي ، شيء يثير خيالنا ويعالج الصراعات التي لم تحل.
شاهدت (منتصف الليل في باريس) مرة أخرى في تلك الليلة، ولاحظت لهذه الجملة التي لم أسمع بها من قبل:
“الحياة شكل من أشكال الخذلان”.
شكلت هذه العبارة صدى بالنسبة لي، كيف أنها صحيحة تماماً ، أو كما اعتقدت. جزء من مهمة الفنان هو فهم العالم المحطم، في محاولة لملء الفراغ الذي نشعر به جميعًا، وما هي أفضل طريقة لرواية رحلة الروح بالكلمات والمناطق التي تتحدث عن هذا الاستياء؟
الفن الجيد فوضوي
عندما تنشئ شيئًا لا يعترف بهذه الحقيقة – أن الحياة هي الفصل 2 ، وليس الفصل 3 – ، يعرف جمهورك ذلك ، يمكنهم معرفة الوقت الذي تكون فيه مضطربًا، إنه شعور نقي للغاية ، واقعي للغاية ، أرواحنا عطشى للمزيد منه.
نريد الإنكسار والجمال، نريد الحقيقية والصراحة، بالتأكيد ، نريد حياة سابغة ، لكننا نعرف أنها تأتي بتكلفة، وعندما لا توضح هذه التكلفة بشكل جيد – بالتضحية والكدح – فإننا لا نصدق القصة.
تماماً منذ أن شكل الله الكون من الفوضى والأطفال يولدون وسط الدم ، يخرج الفن من آلام العالم المحطم، إذا لم يكسر قلبك أو يتسبب في وجعك قليلاً ، فهذا لا يعتبر فناً).
محزن لكن حقيقي
هناك حزن أساسي في كل الفنون ، الكآبة التي نشعر بها عندما نواجه جمالًا حقيقيًا، انها ذاك الألم ، ذاك الحنين ، الذي لا يمكننا وصفه تمامًا عندما نشهد شيئًا رائعًا حقًا.
من أين يأتي هذا؟ أعتقد أن السبب في أن موضوع الحزن هذا، وجرح المشاعر في الفن جامعي للغاية، هو أن الإنسانية ليست كاملة، هناك خطأ ما في العالم ، ولا يمكننا إصلاحه.
لهذا السبب أحب تينيسي ويليامز، و أديل، هذا هو السبب في أنني أردد مع أنين ماركوس مومفورد وأردد مع ذلك الشعور المقلق الذي ينتابني بعد الانتهاء من حلقة مسلسل (رجال ماد) كل هذه القصص والأغاني تحاول أن تعلمنا شيئًا: نحن لم ننتهي بعد.
ما هذه الفوضى الجميلة للحياة، جميلة ومحطمة وتتوسل ليتم تخليصها وانقاذها، وبالنسبة لأولئك الذين يستمعون ، هذه هي الحقيقة التي يتردد صداها.
تحدي لأولئك، من سيخلقون الفن
إذا كنت فنانًا (وربما قد تكون )- إذا قمت بإنشاء أو استهلاك أشياء إبداعية – آمل أن تواجه هذه الحقيقة.بأن الفكرة ليست أن كل الفن محزن، ولكن تلك الكآبة بمثابة علامة، دعوة إلى شيء آخر.
آمل أن تتذكر هذا وأنت تقوم بتسويق ونشر قصتك الخاصة، الفن الصادق يقربنا من الحقيقة، وأولئك الذين هم على استعداد لأن يكونوا صادقين وضعفاء، هم أصحاب الأصوات التي لديها ما تقوله.
آمل أن تتبنى حقيقة أنك في شخصك عملاً رائع في منصة التقدم، حتى وان كنت ما زلت متناثراً في أعماقك، وآمل أن يجبرك هذا على صنع أشياء لم يسبق للعالم رؤيتها، أشياء رائعة وحقيقية ، نعم ، ستأتي حزينة بعض الشيء، لكن ربما عند القيام بذلك سوف تقودنا إلى قصة أعمق
لذا، إليك هذا التحدي: إفعل شيئًا اليوم لتذكير نفسك وبقية العالم بأنك لم تنته بعد، لا يزال هناك وقت للشفاء والكمال ليتم، لا زال هناك متسع لأشياء تحتاج إلى إصلاح، بعد كل شيء، هذا هو الفرق بين رسالة ترن فارغة جوفاء وتلك التي تضرب أطناب الروح.
الإرادة
ريم عثمان : كتابات حرة الحياة رحلة طالت أو قصرت تحتاج أن نعيشها بسعادة وعطاء، أن نأخذ منها…