حدث وحديث (مقال استعادي)
عمر عثمان :
تمثل عودة الامام الصادق المهدى كحدث لا يمكن تجاوزه ، والمرور عليه دون توقف جهلا و قراءة خاطئة للواقع والماضى والمستقبل ، فالنظرة هنا ليس فيم قال وسيقول وفعل وسيفعل فقط العودة ولو لم ينطق ببنت شفة.
لم اهتم كثيرا بخطاب السيد الصادق وحروفه وكلماته ومصطلحه الجديد الذي ينتظره الانصار بشغف كما تعود فى وصف حال الانقاذ ، واخرها طلاء جديد لماعون قديم ، ومن قبلها نعامة المك.
لم اهتم بكل ذلك فقط بالحشود التى تدافعت والتفت حول الرجل لم يبدلها الزمان ولا المكان بولائها المطلق للحزب او الطائفة وارتضاء الظلم والتهميش والتشريد وضيق العيش وشظفه ومابدلوا تبديلا ، شيوخ وشباب تنادوا وتدافعوا وتزلحموا فى كل الطرق القومية من ولاياتهم نحو البقعة.
نال كل هؤلاء شرف المعارضة بأخلاق وادبيات لم تتغير طوال السبعة وعشرين عاما مرددين مع عكير الدامر ( كان ايدينا من المسك تتملخ السما تنتكئ وجلد النمل يسلخ ) ثابتين على مبادئهم ، رغم سقوط الالاف من الطائفة والحزب من القطار ، ولم يسلم من ذاك السقوط ممن بهرتهم السلطة حتى داخل بيت الصادق نفسه واخرون انشأؤه متاجر حزبية لبيع المبادئ باسم حزب الامة فكان بيع البضاعة فى تلك المتاجر حصري للمؤتمر الوطنى مقابل حفنة مناصب.
فالانصار أثبتوا كما نقلت الصور بحشدهم هذا انهم الواحد الصحيح وماسواهم اصفارا اقصى اليسار ، دون التطرق لحزب وسلبيات و مشاكل داخل حزبهم وصراعات او ولاءات وكيمان وديكتاتورية الصادق و نيته توريث اسرته الحزب والمؤتمر العام وغيرها مم يجري داخل الحزب فقط الحديث عن حشود ليس من ضمنها مستجدى قوات نظامية ولا اتحاد طلاب ومرأة ودفاع شعبي وخدمة وطنية ، وليس فيهم موظف هدد بالفصل اذا لم يخرج لاستقبال الامام ، كما لم تقدم لهم وجبات من امواج اوحتى موية من الزير ، تدافعوا من تلقاء انفسهم بعد أن دفعوا ثمن ترحيلهم ذهابا وايابا ، وليس فيهم من يحاسب بعدد الروؤس التى احضرها كالخراف، اخطأوا ام اصابوا تبقى الحقيقة فى أن عودة الامام مثلت استفتاءا شعبيا ليس لحزب الامة فقط بل لكل معارض للنظام ومغبون ، وفى الاتجاه الاخر يجب ان يسأل المؤتمر الوطنى نفسه هل كل المجتمعين فى قاعة الصداقة يمكن ان يجمعوا حولهم حشد تلقائى بمثل الذي رأوه بالامس فان كانت الاجابة بنعم فلينفضوا ويعلنوا لانتخابات مبكرة وان كانت لا ، فلينفضوا لانهم لايمثلون غالبية الشعب السودانى ولو كانوا مليون حزبا.
لم اتطرق لفكر الرجل وتفاصيل حزبه ، فقط انه استطاع ان يجمع كل هذه الحشود (تلقائيا) وهو ماعجزت عنه الانقاذ طيلة سبعة وعشرين عاما بكل خيلها وخيلائها ونفراتها وصحفها وقنواتها واذاعاتها واناشيدها وبصاتها وحوافزها ومطاعمها ووظائفها ووووو.
الاهم من كل ذلك يحمد للسيد الصادق حقن الدماء ،، فكلى قناعة لو انه اشار لانصاره للخروج على النظام عنوة لفعلوا دون تردد ، ولسالت الدماء أنهارا ولكنه لم يفعل.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …