‫الرئيسية‬ رأي حمدوك: من يهن يسهل الهوان عليه !!
رأي - فبراير 1, 2021

حمدوك: من يهن يسهل الهوان عليه !!

بثينة تروس :

حين أتت ثورة ديسمبر الظافرة بالدكتور عبدالله حمدوك رئيساً للوزراء، أرتفع سقف الآمال العراض لدي الشعب بانه سيكون احد هؤلاء الآباء المؤسسين، الذين قادوا، في السابق، وبشجاعة، التغيير في الثورة الامريكية، ويرجع لهم فضل توقيع الاستقلال، وصياغة، وتوقيع الدستور، وكل ما من شأنه تثبيت ركائز رفعة البلاد، وكان من أبرزهم الرئيس جورج واشنطون.
بالرغم من حجم ذاك التفويض، والتعلق الثوري الذي حظي به السيد رئيس الوزراء، الا أنه استبدل الشفافية، والمواجهة، قل “بحسن النوايا”، والتي لاتكفي لدولة خارجة من أستبداد، وفساد حكومة الاسلاميين الباطشة، لثلاث عقود، وزاد الامر سوءا، الإعتماد علي حاضنة (قحت)، التي سرعان ما تكشف افتقارها للبرنامج، وعدم الانسجام، والثقة بين مكوناتها، وانعكس جميع ذلك سلباً علي حكومة حمدوك، حتي انه بلغ الهوان مبلغاً يثير الرثاء، حين فتح أبواب جحيم الهوس الديني، والإقصاء، التي أوصدتها ثورة ديسمبر بدماء شبابها، ضد استغلال الدين للسلطة، ضد الاضطهاد الديني، والعرقي، ورفعت شعار “أي كوز ندوسه دوس”، بل اكثر من ذلك، شهدنا كيف أن الشعب في منابر الجمعة، قد أنزل أئمة الضلال، الموالين للنظام البائد، من أعلي المنابر، وحصبوهم بالحجارة حين ( زحفوا) يتباكون علي ضياع الشريعة الاسلامية زوراً، مؤكدين أنهم كما خرجوا من السلطة خرجوا من قلوب هذا الشعب.
يبدو أن الدكتور عبدالله حمدوك لا يميز بين الرأي العام للشعب، وبين الثورة المضادة، فكان الرجوع القهقرى حين من اجتمع معهم بخصوص المناهج أسماهم “أهل الحل والعقد”، وجعلهم أوصياء علي الحريات، ودين هذا الشعب! وفي حقيقة الامر هم لا يمثلون الا فئات من الشعب كانت علي طول المدى موالية للإنقاذ، هذا من ناحية، وأما من ناحية أخرى، إذا ما نظرنا في أصل معتقد دينهم، فإن كل فريق فيهم يظن بالآخر فساد العقيدة ويضمر تكفيره، فانصار السنه لديهم الختمي عنده مشكلة في التوحيد تبلغ مبلغ الشرك، والختمي ينتظر ظهور الامام المهدي، ليملاء الارض عدلاً، كبقية عقيدة الامة الاسلامية، ويعتقد الانصاري ان المهدي قد ظهر، وجماعة خليل ابراهيم يحيون رميم الأخوان المسلمين..
عندما استجاب لهم حمدوك، وجمد العمل بالمناهج تأكدوا من ضعفه، وقله حزمه، فهان عليهم، فتمادوا في غيهم، حتى أن بلغ بهم أن قال أحدهم في خطبة الجمعة اليوم “لاتجروا السماحة من بخيل”!! وقال أن حمدوك بدّل مدير المناهج بمن هو أسوأ ( اخير قبيل مدير المناهج واحد هسع/ الان اللجنة كلها شيوعيين ملاحده لايؤمنون بالله ورسوله ولا باليوم الآخر ) ( واللجنة الجديدة شكلها وزير التربيه الشيوعي الملحد)!! انتهي .
بالرغم من نجاح السيد حمدوك في أعظم إنجاز للحكومة، برفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب، لكنه دون أن يدري اعطي الضوء الاخضر للإرهاب شرعية أن يتمدد من جديد، وسوف يهدد أمن ووحدة هذا البلد مجددا، ثم يتعدى ذلك لينشرون هوسهم وأرهابهم في الأقليم والعالم.
ولأن رجال الدين يحرصون علي مكتسباتهم، بأكثر من حرصهم على الحق، فلقد اجتمع علماء الاسلام اليوم وطالبوا بإقالته وحل حكومته والغاء الوثيقة الدستورية..
أيحاجونك يا حمدوك! بأنهم مستهدفين في دينهم وفي حدود الله؟ وهم الذين لم تصدح مكبرات الصوت من خطبهم بكلمة حق حين صرح الرئيس المخلوع في دولة الشريعة الاسلامية ( انه قتل عشرة الف من أبناء دارفور) والاحصائيات تؤكد مقتل 400 الف شخص، ويدرسون في خطبهم ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) صدق الله العظيم..
ايحاجونك وهم الذين كانوا (بفقه التحلل) يجيزون للحكام الفساد، وأكل أموال الناس بالباطل حتي انهم أستحلوا سرقة أموال الأوقاف والحج والزكاة!
هؤلآء القوم – العلماء بزعمهم – لا يجرأون علي معارضة الحكومات القوية، والنافذة عبر تاريخهم الطويل بل يشرفهم لقب “علماء السلطان” ولعق أحذية الحكام، وحتي في هذه الحكومة الانتقالية، لم يتجرأوا بنقد المجلس السيادي “العسكري”، قلم نسمع لهم نقداً لرئيس المجلس العسكري برهان، والذي قام باخطر قرار حين قاد البلاد للتطبيع مع أسرائيل واليهود، ولم نسمع لهم بمؤتمر، أو بيان، أو تظاهرات، كما هو الحال مع السيد حمدوك! وبالطبع لم يعنيهم تقتيل الابرياء بالجنينة في دارفور خوف سطوة الدعم السريع وحميدتي!!
بالله عليك لا تهن، هولاء القوم اضعف مما تتصور فهم نمور من ورق لا يستقوون الا علي الضعيف. أنهم يخافون السلطة ولا يخافون الله، والشعب يتكئ علي ثورة وعي عمادها الحقوق والحريات.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …