وقع فيها الصينيون الأربعة زوراً وبهتانا، فهل سيخرج منها كباشي كالشعرة من العجين؟ ……. جلال جبريل
وقع فيها الصينيون الأربعة زوراً وبهتانا، فهل سيخرج منها كباشي كالشعرة من العجين؟
…….
جلال جبريل
…….
حكم أحد القضاة الصينيين، خلال العام 2017، على أربعة متهمين بتعويض قدره 1.3 مليون دولار لأربعة أدينوا، وذلك بعد إدانتهم عام 2003 “بناءً على اعترافهم” بارتكاب القتل والاغتصاب، وحكم عليهم لاحقاً بالإعدام، وحصلوا على تخفيف إلى السجن المؤبد. قضى التعساء الأربعة أكثر من 14 عاماً خلف القضبان، قبل أن يعترف شخص آخر بارتكاب الجريمة، ولكن النتيجة أن الأشقياء الأربعة ظلوا طوال تلك السنوات، يشكون للشجر والحجر، من دون أن يعيرهم أحد أذناً صاغية، مشيرين إلى أنهم ذهبوا لما وراء الشمس من شدة التعذيب قبل أن يعترفوا.
مثل قصة الصينيين البائسين الأربعة كثيرة، ومتكررة وكل ذي رجلين سمع بها، ولكن ما لم نسمعه من قبل، هو أن مجرماً يدعوا لمؤتمرٍ صحفي جهاراً نهاراً، يحشد فيه كل قاصٍ ودانٍ من صحفيين مدجيين بكاميرات التلفزة ليقول بالفم المليان، إنه ومن معه، أمروا بتنفيذ عملٍ “ما” أدى إلى مقتل 61 شخصاً “على حد قوله”. بل ويذهب إلى أكثر من ذلك ويسترسل في الإدلاء بحديث ثر “قضائياً” كشهادة تتخذ ضده ومن ذكرهم خلال المؤتمر الصحفي وتؤدي بهم إلى حبال المشانق والمقاصل “ودروات الرمي بالرصاص”.
الملاحظ في تصريحات الكباشي، أنه لم يضيف أي نص يشير إلى أن “الآمرين” تحدثوا خلال اجتماعهم المذكور، أو أمروا لاحقاً القوات التي شاركت في فض الاعتصام بعدم استخدام القوة مع الضحايا، وفي ذلك اعتراف واضح ربما قصد به شمس الدين إرسال رسالة إلى الشارع وللعالم بأنه ومجلسه المعطوب يسيرون على ذات درب الطاقية السابق وذمرته وهم نفر من ذلك الجمع المضلل.
تأسست منظومة “الأمم المتحدة”، بعد الحرب الثانية، تحت رايات المفاهيم الجديدة للحرية والسلام والعدالة التي بحت بها اصواتنا منذ ديسمبر الماضي، وهي بالتأكيد محطة مهمة في مشوار عدد من “الديمقراطيات” التي رسخت في دول بعينها، غير أنها لا تزال تحتاج المزيد من الجهد البطولي بخطف مثل تصريحات “كابشي” عساها تمحو بها وصمة الشجب والإدانة التي ظلت على جبين كل من تبوأة أعلى هرمها، وعلى ذات الكرسي يجلس كل من يشكل حجراً في هيكل القضاء السوداني.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …