كلنا لجان المقاومة .. وعندها كل الحلول
فتحي البحيري
يشفق الذي يكتب هذا لدرجة اللوعة والانفطارعلى كل من يدعي وصلا بالثورة؛ روحها وشعاراتها وأهدافها وضفتها الواضحة، ثم يلتمس تحققا لهذا الوصل وحلولا لما يعتري مسار الثورة من معوقات ومشاكل، خارج جماهير هذه الثورة وقواها الحية الفاعلة المتمثلة في لجان المقاومة الباسلة المتمددة في القرى والأحياء والفرقان على طول البلاد وعرضها، مدنا وبلدات وأريافا.
هذه الجماهير لا تحسن فقط تنظيم وتسيير المواكب والمليونيات التي بوسعها الوصول إلى أي “جرذ أو كلب” يقف ضد هذه الثورة في “جحره وجرجرته” و”سحله” إلى حيث الحلول وَتحقق الأهداف وحسب، ولكنها تستطيع أيضا تحويل كل صحاري البلاد إلى حقول خضراء وارفة الظلال، وتستطيع القيام بكل أعمال التشييد والبناء التي من شأنها أن تحيل القرى الصغيرة مدنا عامرة بالمستشفيات والمدارس والجامعات والمرافق حديثة الطراز.
وتستطيع القيام بكافة أنشطة التجميل والتشجير والبستنة لتعيد إلى المدن العشوائية المخنوقة رونق الطبيعة وطلاوتها وحلاوتها، وتستطيع زيادة على ذلك كله أن تحفظ الأمن والأمان في كل شبر من الوطن العزيز وأن تقوم بعمل الأمن والشرطة والجيش جميعا، وتكون هي الطبيب بالمستشفى وراعي الغنم في البادية وامام المسجد وواعظ الكنيسة والسباك والكمساري والمدرس والمكانيكي والمهندس والمزارع والتاجر في سوق الله أكبر، وصاحب المصنع والعامل وذلك كله ليس تغولا منها على أي من هذه المهن والتخصصات والوظائف بل لأنها ببساطة تشكلت من مواطنين شرفاء من كل هذه المهن والتخصصات والوظائف .. فكيف إذن لا نشفق على من يلتمس حلا لأي مشكلة تواجه الوطن والشعب والثورة بعيدا عن لجان المقاومة؟.
المطلوب الان من لجان المقاومة في الأحياء أن تقوم بتسجيل جميع المواطنين في الحي باعتبارهم أعضاء فيها، على اختلاف درجات نشاطهم وتنوعه، فلكل مواطن دور و”حوبة” فيما يطلبه الحي وفيما يطلبه الوطن.
ثم بعد ذلك تتكامل اللجان لتشكل لجان المحليات التي تكون فيما بينها لجان الأقاليم أو الولايات وصولا للتشكيل القومي المرن للجان المقاومة الثورية التي تحقق مشاركة مواطن الحي في الحكم والقرارات والسياسات القومية أصالة وليس غشا أو تمويها وبلا وساطة أيدلوجيات أو ولاءات لا علاقة لها بمصالحه ومطالبه الحقيقية والمباشرة.
يدري الذي يكتب هذا أن النفاذ إلى هذه القضية بهذه المباشرة وهذا الوضوح مرعب ومزعج لدوائر كثيرة، لكنها الحقيقة.. ليست حقيقة ما يجب أن يكون حرية وسلاما وعدالة وحسب.. وإنما حقيقة الواقع الذي تم إنجازه فعلا إلى حد كبير بجهود ثورية شعبية جبارة وبدماء عزيزة غزيرة وبحفر في الصخر وتراكم نضالي طويل ولم يبق من اتمامه واكماله ووضعه في إطاره الفعلي الا قليل جدا.
وأروني بالله عليكم أي مأزق بعد هذا الاكتمال المشرق الواجب الممكن يمكن أن يجعلنا نخشى أن تضيع الثورة أو تتراجع؟ دعونا نعطي الوطن صمام أمانه ومفتاح مستقبله الواعد الزاهر المشرق المطمئن، ودعونا نعطي لجان المقاومة قوتها القصوى لتكمل ما بدأته، فقط بإحساس لطيف داخل كل مواطن في كل حي انه عضو في لجنة المقاومة والسايقة واصلة والثورة مستمرة.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …