‫الرئيسية‬ رأي اول عرض بالسودان… نفى التهمة قبل توجيهها
رأي - مارس 11, 2020

اول عرض بالسودان… نفى التهمة قبل توجيهها

فتحي البحيري

ظل عشاق ورواد السينما في أزمنة ما قبل الإنقاذ التعيسة يطربون لهذه الجملة التي كثيرا ما تسبق اعلانات الأفلام الأجنبية… أول عرض بالسودان… ولكن ما نقصده هنا ليس فيلما أجنبيا جديدا… لقد سخر فلول النظام البائد إمكانات إعلامية هائلة وبسرعة البرق بغية نفى التهمة التي لم يوجهها إليهم احد بعد بتدبير وتنفيذ محاولة اغتيال دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك يوم أمس التاسع من مارس ٣٠٣٠ وتباري كتابهم في نسج الروايات وحباكة الحكايات التي من شأنها أن تدفع التهمة عنهم.

وان كان ثمة شيء يجعلهم الأقرب إلى هذا الاتهام فليس سوى هذه المسارعة المريبة للنفي… لقد شاركوا من قبل وبدرجة كبيرة في جريمة مذبحة فض اعتصام القيادة العامة واشهروا الأسلحة النارية والبيضاء أمام الطلاب والمواطنين في الجامعة الإسلامية وجامعة الزعيم الأزهري وفي شوارع مدينة ود مدني وروعوا مواطني العاصمة جميعهم فيما سمي بتمرد هيئة العمليات ولا زالوا يحتفظون بكميات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة في مسميات مليشياتهم المختلفة فبماذا ستنفعهم البراءة من تهمة التورط في محاولة اغتيال حمدوك وبماذا سيضرهم الاتهام أو حتى الإدانة طالما أن الحادثة تتوافق مع موقفهم من مصالحهم الاخذة في الزوال وتنسجم مع طريقتهم وديدنهم السلوكي وامكانياتهم المادية التي لا تزال تحت أيديهم

المبدأ المنطقي البسيط يقول ان اي شخص يكون متهما راجحا بارتكاب اي فعل… سواء أن كان جريمة أو لم يكن… طالما توفر لديه دافع لارتكاب هذا الفعل… وتوفرت لديه إمكانية لارتكابه… فلول النظام البائد يعرفون سحر هذا المنطق البسيط وفعله ويعرفون انهم بموجبه سيكونون المتهم الأول أن لم يكن الوحيد… وأكثر من ذلك… هم يتوفر لديهم قبل الدافع والامكانية.. الفة بهذا الأسلوب تشهد بها موامراتهم ضد بعضهم بعضا وضد آخرين طيلة ثلاثين عاما وأكثر… ولأنهم يعرفون كل ذلك وأكثر كان لزاما عليهم أن يقوموا بكل هذه المجهودات الجبارة والسريعة التشويش على الرأي العام مستغلين في ذلك خطأنا الفادح في اننا لم نضرب منذ البداية بيد من حديد على مراكز تمكينهم الإعلامية واسرفنا في التراخي حيال هذه المراكز بحجج ومبررات شديدة الوهن والبطلان والزيف.

ونحن هنا لا نريد أن نستبق مجهودات النيابة العامة والجهات المختصة الأخرى لكننا نحاور فقط هذا التشويش الإثم المجرم بنفس الته وسلاحه… لا توجد في بلادنا جهة تفكر بهذه العقلية سوى فلول الكيزان… ولا توجد جهة تملك مفاتيح هذه اللعبة الخطرة غيرهم… بل لا يوجد من يتوعد ثورتنا السلمية بردود فعل مثل هذه الاهم.

وعودا على بدء فإنه مثلما كان أول عرض بالسودان أن تقوم جهة بالاصرار على نفي تهمة عن نفسها قبل توجيهها إليها فإنه سيكون أول عرض بالسودان أيضا أن تقوم ذات الجهة بالاصرار على تقديم أداة إدانتها في معرض محاولاتها المستميتة هذه للنفي والانكار
واي كوز ندوسو دوس

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …