في ذكرى فض الاعتصام .. تحالف جديد لفض الحرية والتغيير !!
عمر مراد
تشهد مساءات الخرطوم- الممنوعة الحركة بأمر السلطات- هذه الأيام نشاطا زائدا لبعض الساسة لترتيب كبير قد يغير المشهد السياسي أو يدمره تماما .. لنترك الحكم للمواطن السوداني بعد أن نضع بين يديه بعض المعلومات التي تحلصلنا على بعضها مؤخرا وقد أذهلت من عرضناها عليهم من الفاعلين في المجال السياسي.
لنبدا بالمشهد الذي يتابعه الجميع في ضوء النهار ، حيث اوقف او لنقل جمد رئيس حزب الامة نشاط حزبه داخل تحالف الحرية والتغيير ونشط في بناء مواقف مضادة لمسار التحالف . واصحبت داره قبلة للقوى السياسية المشكلة للحرية والتغيير حيث تلتقي به منفردة لتناقش كيفية هيكلة الحرية والتغيير .. والتقى الصادق المهنيين بعد ساعات قليلة من انتخاباتهم التي شهدت أزمة حادة هزت صورة هذا الجسم الثوري . كما اجتمع امام الانصار مع بعض مفصولي وزارة الخارجية من الاسلاميين المعروفين الذي يقودون حملة خارجية شعواء ضد حكومة الثورة ولجنة تفكيك التمكين .. كثير من الاحزاب الصغيرة والمنظومات التي لم تجد لنفسها مكانا داخل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ذهبت الى مقر المهدي .
كل هذه اللقاءات مع كل القوى يمينا ويسارا تتم في وضح النهار والكاميرات ترصد وتنشر وفي الغالب لا تجد هذه اللقاءات اهتماما كبيرا في الاعلام لان الكثيرون يعتقدون ان هذا نشاط سياسي عادي وسترى الناس نتائجه لاحقا ان كان سلبية او ايجابية .. لكن اللقاء الذي تم قبل ايام في الظلام وبعيدا عن الكاميرات هو الاخطر منذ فض الاعتصام ! كيف لا يكون خطيرا وقد ذهب البرهان سرا إلى سرايا الامام حيث استمر الاجتماع من منتصف الليل الى ما بعد الفجر .. لم يكن الأمر ليكون مقلقا لو كان اللقاء معلنا ولو استمر الى ما بعد الفترة الانتقالية فالقضايا السودانية معقدة وتستحق .. لكن أن يتسلل رأس الدولة ليلا الى مقر الحزب الذي يعطل أعمال الحاضنة السياسية للمرحلة الانتقالية ويعلن عن مؤتمرا للحرية والتغيير دون موافقة المجلس المركزي يجعل الشك سيد الموقف ان لم يكن الاتهام بأن هناك ما يحاك في الظلام .
اذا علينا أن ننظر للخارطة السياسية من جديد في حال تحالف ( المهدي – البرهان- بعض القوى خفيفة الاوزان).. من المؤكد ان هذه الخطوة تقود الى انقسام في الساحة السياسية، وقد تقود الى نهاية تحالف الحرية والتغيير وبالتالي ستقف البلاد أمام ازمة دستورية لن يجدي معها تدخل الجيران الافارقة ، خاصة اذا حدث انقسام في المجلس العسكري وعادت الحركات المسلحة للقتال بعد يأسها من الوصول للحقوق عبر المفاوضات السياسية ، وكيف تحصل على اي شي بعد تدمير المسرح السياسي نفسه..!!
لا يدري احد إلى أين يقودنا تحالف( المهدي- البرهان) المستجد ، لكن من المستحيل للمراقب السياسي الا يرى الدماء تقترب من ساحة الاعتصام مرة أخرى .
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …