‫الرئيسية‬ رأي هواء طلق.. وحدة الجماهير وانقسام النخبة
رأي - يونيو 22, 2020

هواء طلق.. وحدة الجماهير وانقسام النخبة

فتحي البحيري

لا شيء يوحد الجماهير أكثر من دم شهدائها وحلمها الواضح المشروع بوطن تتحقق فيه إرادتها هي لا ارادات آخرين لم يسكبوا على هذه الأرض دما ولا عرقا ولا محبات ومشاعر منذ آلاف السنين. وهذا هو بالضبط ما وحد الان القوى الثورية الأصيلة من أسر شهداء ولجان مقاومة وتجمع مهنيين وغيرهم خلف شعار الخروج في مواكب ومليونيات تستكمل ما بدأه الاعتصام التاريخي في السنة الماضية بأن يتسلم الشعب، لا النخب، مقاليد الأمور والحكم ويوجهونها بشكل مباشر مستقيم لا تعتيم فيه ولا تبعيض ولا لولوة ولا ارتباك ولا ارتجاف نحو سودان يعز فيه المواطن ولا يذل ويكرس ولا يهمش، يعيش ولا يقتل، يطعم ولا يتم تجويعه مزيدا، تصان حقوقه وحرياته ولا تضيع، وتسمع فيه كلمته حقا وصدقا لا غشا وخداعا ومناورة.

والذين يخافون الانقسام جراء ٣٠ يونيو نبشرهم أن هذا الانقسام لن يطال جماهير الشعب وإنما سيطال حتما هذه النخبة التي لا يزال أكثرها يظن أن زمن الاستغفال والاستهبال على هذا الشعب لم يطو ولم يقبر مع ثورة ديسمبر المجيدة. فلينقسم المتشاكسون الان بوحدة هذه الجماهير ضد استغفالهم واستهبالهم الذي لا يجب أن يكون له من الآن فصاعدا مكان في هذا السودان الملآن بالثورة والمزدان بالثوار في كل بيت وشارع وزقاق.
ربما يظن ظان أو يعتقد معتقد أنني اقصد بالنخبة الأحزاب أو العساكر أو أهل المركز أو الخ.. وهذه كلها ظنون واعتقادات مضللة صيغت باحكام واستهبال فالاحزاب بها جماهير ونخبة والقوات المسلحة والنظامية بها أيضا جماهير ونخبة والجهات والمناطق والاعراق السودانية جميعها كذلك… جماهير ونخبة… وتعتقد النخبة في كل هذه التشكيلات أن بوسعها أن تتوحد على وهمها الخاص ومصالحها الضيقة وان تقوم بتشتيت الجماهير وتدجينها باستخدام هذه الرايات العديدة والمشهد يقول ان الجماهير استطاعت أن تطرد سيطرة النخبة على كثير من هذه المؤسسات وان تفرض صوتها عليها وأنها في طريقها لتحرير ما تبقى وحرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …