‫الرئيسية‬ رأي بين مطرقة الحظر و سندان الكورونا
رأي - يوليو 9, 2020

بين مطرقة الحظر و سندان الكورونا

د. زهير الفاضل
زميل الكلية الملكية لعلم الأمراض

لم تعد الحياة كما ألفناها منذ انتشار هذا الفيروس اللئيم الذي أجبرنا على ان نبتعد عن من نحب…
لم تعد الأفراح و لا حتى الأتراح كما كانت..
أغلقت المدن و علق الناس في أنحاء البسيطة..
فقد كثيرون أحبابهم و عجز كثيرون عن طلب الرزق و ضاقت بهم الحال..

و لكن.. لماذا لجأ العالم للحظر الشامل؟ و متى و كيف يمكن رفعه؟

لجأت دول عديدة في العالم لتطبيق إجراءات الحظر الشامل في مدن و أقاليم محددة، ليس لدحر الوباء و لكن كتكتيك لكسب مزيد من الوقت.
فحسب توصيات منظمة الصحة العالمية فإن فترة الإغلاق الشامل يجب ان يتم استغلالها لتحقيق أهداف محددة تمكن الدول من الرفع الآمن للحظر خلال أقصر فترة ممكنة لتقليل الآثار السالبة له.
تتمثل هذه الأهداف في الآتي:
١. وضع آلية فاعلة للاكتشاف المبكر للحالات و عزلها.
٢. وضع آلية فاعلة لاكتشاف المخالطين و عزلهم.
٣. زيادة الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الصحية للتعامل مع أي زيادة تطرأ على عدد حالات المصابين حال رفع الحظر.
٤. زيادة الطاقة الاستيعابية لمعامل الفحص المخبري للفيروس.
٥. إجراء التعديلات اللازمة في طريقة عمل المصالح الحكومية و الخاصة لضمان العودة الآمنة بعد رفع الحظر.

كما أكدت منظمة الصحة العالمية مرارًا و تكرارًا في مؤتمرات صحفية متواترة أن الفشل في تنفيذ هذه الأهداف سوف يؤدي حتمًا إلى الدخول في متاهة رفع الحظر لأسباب إقتصادية و اجتماعية يليه ارتفاع كبير في عدد الإصابات مما سيضطر الدولة المعنية لإعلان الحظر الشامل من جديد.. لتتوالى دوامة الحظر، رفع الحظر، الحظر، رفع الحظر ..

هل ساهم الحظر الشامل في الفترة السابقة في الحد من انتشار الوباء في السودان؟
بالرغم من عدم الالتزام الكامل بالحظر الشامل إلا أنه ساهم بشكل مؤثر في الحد من انتشار و الوباء.

هل تم التعامل مع فترة الحظر الشامل كتكتيك لكسب مزيد من الوقت يمكننا من تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه؟
لا أعتقد أن الأهداف أعلاه تم تحقيقها بمستوى يضمن العودة الآمنة بعد رفع الحظر.

هل سترتفع أعداد الإصابات بعد رفع الحظر؟
تشير كل الأدلة العلمية أن زيادة أعداد الإصابات بعد رفع الحظر تكاد تكون حتمية. فالكورونا ما زالت موجودة. الأرجح ان ذلك سوف يضطر السلطات لإعادة تطبيق الحظر الشامل من جديد في المستقبل القريب.

هل هناك مخرج من هذه المتاهة؟
نعم. و ذلك بأن تقوم الأجهزة المعنية في الدولة بالتعامل مع الوباء بمهنية و تقوم بوضع توصيات منظمة الصحة العالمية محل التنفيذ. لا بد من ان يتم تنسيق عالي المستوى بين أجهزة الدولة المختلفة بعيدا عن المزايدات و بعيدًا عن التسييس.

هل ضاعت فرصتنا للحد من انتشار الوباء؟
ان تصل متأخرًا خير من ان لا تصل…بالرغم من مضي أكثر من ثلاثة أشهر منذ تشخيص أول حالة إصابة بالسودان، فإن هناك الكثير مما يمكن انقاذه.

هل تتوفر لدى الدولة الإمكانات الازمة؟
بالرغم من شح الإمكانات فإن الفرصة متاحة لتحقيق ما يلي:
١. خلق شبكة من المتطوعين من النشطاء و لجان الأحياء لتكوين آلية فاعلة للاكتشاف المبكر للحالات و المخالطين و عزلهم.
٢. تطبيق العزل المنزلي بديلا عن مراكز العزل و التي يمكن تحويلها لمراكز علاجية.
٣. الإستفادة من أبناء الوطن بالخارج و المعونات المقدمة من المنظمات العالمية لرفع الطاقة الإستيعابية للمؤسسات الصحية و المعامل.
٤. توجيه الجهد الشعبي للمشاركة في التصدي للوباء بطريقة علمية.
٥. وضع إجراءات تباعد جسدي مشددة في الأماكن العامة و أماكن العمل و المواصلات العامة
٦. سن قانون يلزم المواطنين بارتداء الكمامات القماشية عند الخروج من المنزل

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …