الصادق الصديق عبد الرحمن : نعم ،، الصادق (المهدي) : لا
عـلـي العبيد
هنالك قولٌ مأثور: ما بُنِي على باطل فهو باطل ..
ما بُنِي على أساس متهالك، سينهار ..
ما بُنِي على كذبة، مصيره إلى الزوال،…. و لو بعد حين ..
(الصادق المهدي) كما هو شائع هو (الصادق الصديق عبد الرحمن محمد أحمد عبد الله الفحل) ..
آسف للإطالة في الإسم، لأننا نبحث عن جذور و لابد أن نؤصّل، أن نغوص عميقاً لنلتقط الحقيقة ..
محمد أحمد عبد الله الفحل ثائر عظيم، لن نكابر بإنكار تلك الحقيقة، بطمسها، برفضها، لأنها ماثلة كشمس ..
طرد المستعمر، نعم ..
أقام لنا دولة، نعم ..
جعل لنا إسماً بين الشعوب، نعم ..
أدخلنا التأريخ، نعم ..
أورثنا بعضاً من مجد، بعضاً من عزة، وكثيراً من فخر، نعم ..
نعود ونقول ما بُني على باطلٍ فهو باطلٌ ..
من يبني بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ،… سينهار به، حتماُ، قولاُ واحداً، لا جدال فيه ..
سيأكله (الهدّام) كما يقول أهل البحر، كما حدث لشاعرنا العظيم محمد سالم حميد، في مرثية ود بادي له، ولمن لا يعلمها أنصحه بالإطلاع عليها :
( و المركب تَلُوج و تْلُوج،، و تدفر فيها لا قدام ……ولا قدام،… تدفر فيها…….. لامن شالك الهدّام)، رحم الله حميد، شهيد البحر، شهيد الهدّام ..
عندما أدّعى محمد أحمد عبد الله الفحل أنه المهدي، كان يهذي، يخطرف، أو يحلم، ….. إن أردنا أن نكون مهذبين ..
عندما يقول أن (سيد الوجود) قد أتاه (كفاحاً)، وهو صاحٍ، يقظ، و معه أبو بكر و عمر و عثمان و علي، و أجلسه على الكرسي النبوي و قال له أنت مهدي الله الذي سيملأ الأرض عدلاً بعدما مًلِئت جوراً، الذي سيكسر الصليب ويقتل الخنزير، كان يكذب، أو يدلّس ….إذا أردنا أن نكون أكثر تهذيباً ..
عندما يقول أن سيد الوجود وعده بفتح مصر و الحجاز و الشام و بلاد الترك الكفرة، كان يضلل، يدّعي ….. على أكثر العبارات تهذيباً ..
أشرق، شعّ، توهّج، أضاء في قدير، في الأبيض، وحتى في الخرطوم، نفرح بما فعل محمد عبد أحمد عبد الله الفحل، و لا نصدق بأنه مهدي الله الذي أجلسه سيد الوجود على كرسيه، وعقد له اللواء بأنه مهدي الله المنتظر ..
لا نصدق قوله: من لم يؤمن بي و لم ينصرني فقد كفر وسيموت على سوء الخاتمة ..
كان قبسٌ من نور، مناضلٌ عظيم، وكان أيضاً حزمةٌ من ضوء أسود، أن كان هنالك ضوءُ أسود، مُهلِك، مُدمِّر ..
ولحكمة يعلمها الله مات بعد شهور من إنتصاره في الخرطوم، وإقامتة دولة الله، لم يمهله القدر ليفتح مصر و الشام و الحجاز و بلاد الترك الكفرة، كما وعده سيد الوجود الذي لا يخلف الله و عده، و لا يخذله، و لو كان وعَده سيد الوجود كما يدّعي، ما كان سيموت قبل أن يُبلِّغ رسالته، ما كان سيرتقي لربه (كما يقول أنصاره)، قبل أن يكمل فتوحاته… مصر….الحجاز…. الشام….. بلاد الترك الكفرة، غنائم، عبيد و سبايا بِيض من الكافرات. حدث العكس و جاءته مصر، جاءه الترك الكفرة في عقر داره ..
مات… وخلف من بعده خَلْفٌ أضاعوا الدين و البلاد و أهلكوا العباد ..
خَلْفٌ أوغل في الجهل و الغرور و الوهم….. و ولغوا في الظلم… في الدم ..
خَلْفٌ غرّته الأماني، يراسل ملكة بريطانيا و يدعوها للإسلام و يعدها إن فعلت أن يزوجها القائد: يونس ود الدكيم، يرى نفسه أعلى شأناً منها فيتركها لأحد دراويشه ..
خَلْفٌ يموت في آخر معاركه عشرة آلاف من الدراويش المؤمنين الذين يلبسون الجبة المرقعة، لأنهم عازفون عن عرض هذه الحياة الدنيا، يتركهم لقدرهم الأسود، يفر بحريمه و خاصته، ويترك وراءه مدينة المهدي، أرض الإسلام و السلام تستباح بقسوة و فجور ..
من منكم يصدق أن محمد أحمد عبد الله الفحل هو مهدي الله المنظر؟، الذي عقد له سيد الوجود الراية، الذي أجلسه على كرسيه في حضرة الخلفاء الأربعة؟ الذي وعده أن يفتح مصر و الشام و الحجاز و بلاد الترك الكفرة؟
هل منكم من يصدق؟ من منكم يصدق؟!!! ..
يصدق أنصار الصادق، أحفاد أنصار (مهدي الله)، مشايعوهم، و يسمي الصادق نفسه (الصادق المهدي)، و نقع نحن في الفخ…. و نكرر الصادق المهدي، عبد الرحمن الصادق المهدي، مريم الصادق المهدي، البشري الصادق المهدي، و الأنكأ و أمَرْ…. مبارك الفاضل المهدي. نُقِر في غفلة أن الصادق الصديق عبد الرحمن محمد أحمد عبد الله الفحل هو الصادق (المهدي)، نفس الشخص الأول هو الشخص الثاني، نعيش في غفلة قد يحاسبنا الله عليها بإقرارنا أن محمد أحمد هو المهدي ..
ألف مهدي ظهر، وآلاف سيظهرون، منهم من هو مختفي في سرداب منذ مئات السنين منتظراً الإذن من الله، من سيد الوجود أن يقول له: أخرج يا مهدي الله، فقد حان وقتك، لقد مُلئت الأرض جوراً ..
علينا أن نعيد الأمور إلى نصابها، أن نجرد الصادق الصديق عبد الرحمن من إسم المهدي، لأن محمد أحمد عبد الله الفحل ليس المهدي، ثائر عظيم على العين والرأس، و ألف تعظيم سلام، وألف قبلة إحترام على جبهته الوضيئة، ولكن….. مهدي؟ لا… مهدية؟. لا، و على الصادق ألا يغضب ..
سيدي الإمام الصادق: عد إلى ربك، إلى رشدك، ألى حقيقتك، وسَمّ نفسك كما أنت، كما يجب أن تكون: (الصادق الصديق عبد الرحمن الفحل)، أو إختصر الأسم إلى (الصادق الفحل):… و سنردد كما كنا: قال الصادق الفحل،…. صرّح الصادق الفحل،…. قام الصادق الفحل..جلس الصادق الفحل، نام الصادق الفحل، إحتلم الصادق الفحل، إغتسل الصادق الفحل…. الفحولة مرغوبة، المهدوية كذبة، إدعاء، تغوّل، إفتئات، وفي أكثر الكلمات تهذيباً….. وهم، وهم كبير، لو كنت مكان الصادق الصديق عبد الرحمن محمد أحمد عبد الله الفحل،…… لفعلتها، أقسم بالله العظيم، براءة لذمتي و تنويراً لأحبابي ‘
نعود لبداية المقال: ما بُنِي على باطلٍ فهو باطلٌ ..
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …