برغم ضراوة التيار …!!
الطيب عبد الماجد
بقراءة عامة نجد أن الشعب السوداني ولد جينياً عاشقاً للحرية …!! كارهًا للإستبداد …!! محبًا لوطنه …!!
معتزًا بكرامته …!! رافضًا للظلم والإهانة والإستعباد مؤمنا بالتحرر والمدنية والإنعتاق ….!!
وهذا السلوك جعله على مر التاريخ مقاومًا لكل أشكال الظلم والعدوان سواء أن كانت خارجية أو من ذوي القربى ….!!
والتاريخ لايكذب …!!! وسجل الثورات التحررية من عدو خارجي حالم …!! أو حاكم محلي ظالم ….يكشف بجلاء عن ذلك …!!
وقد عرفنا الثورات والربيع قبل أن تصل إلى تخوم دول أخرى في المنطقة …!!
وثورة اكتوبر تقف شاهدا على ذلك ….في ستينيات القرن الماضي ..!
وها نحن نعيش اليوم على وقع آخر هذه الثورات التي يخوض الشعب غمارها الآن بإصرار وترقب وحذر وهي لازالت في مرحلة الإقلاع الصعبة ولم تستقر في الأجواء بعد …!
وكل علامات التحذير ولمبات الاستعداد لاتزال ( مولعة ) ….!!
ولازلنا في أماكننا نربط الأحزمة وسط تقلبات جوية عاصفة …!!
ولكن مع وجود هذه الأغلبية لابد من النظر الي ركاب آخرين في ذات الرحلة …وعلى غير التوجه …!!
ولابد من استعراضهم بشي من التفصيل حتى نقف علي مختلف الأمزجة والتوجهات …!!
ودعونا نفصل ..!!
بعض الناس يروا أنه إذا توفرت لهم لقمة العيش الساهلة وضروريات الحياة ليس لهم اعتراض أو حتى إهتمام بمن يحكم …!! وليكن ( الشيطان ) …!! هذا الموضوع لايعنيهم كثيراً …وهم معنيين فقط بالنتائج …!!
هناك فصيل يؤمن إيماناً قاطعا أن شعوب العالم الثالث تحتاج الي حاكم عسكري يحسم ( الفوضى ) ويمشي الناس ( بالبندقية ) وأننا شعوب لاتمشي الا بالضغط …!! وهولاء لهم فروع في كل الدول ….!!
هناك بعض العسكريين يؤمنوا ايماناً مطلقاً بان ( الملكيه ) ( بفتح الميم ) ( والمدنيين ) لا يستطيعوا إدارة دولة ….!!
وأنهم حالمون ورومانسيون …وبتاعين تنظير ساكت …..!! منعمون لم يجربوا الأحراش والشدة …!
في دول تعاني التفلتات والهشاشة الأمنية …!!
وينظروا الان لكل فشل بانه تأكيد على نظريتهم ….!!
( و إنو دا شعرًا ما عندهم ليه رقبه….) …!
وهناك في المقابل بعض الفئات تود تجريد العسكر من كل اختصاص وصلاحية وأن مكانهم هو الثكنات والدفاع عن الوطن وحمايته دون التدخل في إدارته …ومنعهم الحق في الوصول الى مراكز القرار بشكل مطلق …!
ودون أي اعتبارات أخرى ….!!
هناك مكونات وأجسام وحتى أحزاب تجد أنه من الأفضل لها أن تكون تحت مظلة عسكرية أكثر منها المدنية التي تتزين وتتمشدق بها …!!
لانها توفر لها الأمن والأمان والدواء والكساء والغطاء
( مالم ومال القراية أم دق ….!!) …!!!
هناك فئة من المنتفعين وأصحاب المصالح والأعمال وهي شخصيات أحياناً تعتبر ثرية ومتعلمة وذات نفوذ
و لكن يتضارب أي توجه مدني ( منفتح ) مع مصالحهم الخاصة بشكل مباشر ….!!
فهؤلاء يكرهوا القيود والملاحقة وأجواء الحرية المفتوحة لانها تفتح عليهم كثير من الملفات والجروح ….والأبواب …!!
لذلك هم يفضلوا حكم ( مغلق ) ….!!
يحفظ لهم حقوقهم ….!! وليفعل بعدها ما يشاء …!!
طالما هو بعيد عنهم ويتيح لهم مساحة من الحركة
( ودا من اخطر الأنواع ) لانه يملك …!!ولانه مؤثر ..
ولانه أناني …!!
هناك فئة تؤمن بالثورة والحرية والديمقراطية وكل شيئ لكنها قصيرة النفس …!!سريعة التأثر بمحيطها
تبدو غير قادره على التفريق بين الثورة كقيمة وافرازاتها كحكومه ….فكلمة حكومة لاتعني الثورة بأي حال من الأحوال …..!! الحكومات تذهب والثورات تظل باقيه
الثورة هي التي تأتي بالحكومة وليس العكس ولكن البعض يفهمها غير ذلك …..!!
مافي حاجه اسمها ثورة جديدة …حكومة جديدة( ممكن )
هناك أيضا ( المساكين ) البتجيبهم كلمة وتوديهم كلمة
فهؤلاء ضحايا كل الفصائل أعلاه…!! يتم استغلالهم وتوجيههم كيفما أراد الكبار ….!!
وهناك من يتخيل أن الدولة ( مطعم ) يجلس هو وعائلته يطلب ما يشاء ودون مقابل …!! وأن الدولة معنية بتوفير أي شيئ دون الالتزام من جانبه بواجبات صميمة وأساسية ….
فالمواطنة حقوق ولكن في المقابل هناك واجبات ….
( أها في ناس مادة ( الواجبات ) دي ما شايلنها ..!!)
وغير مستعدين أن يتكلفوا عناء أي شيئ ….!!
ولا حتى رمي ( القمامة ) في مكانها الصحيح …!!
ليبقى النوع الأخطر والأدهى وهم من يظهروا انهم مع الثورات والحريات والمدنية ….!! وهم في قرارة أنفسهم
ضد كل ذلك …!!!
يقولون ما لايفعلون …!!! ويظهرون ما لايكتمون ….!! والأولوية هي فقط لأنفسهم وما يضمرون ….!!!
يجب أن نعي أن كل الفئات أعلاه تتشارك المسرح السياسي والشعبي في السودان متعدد الثقافات والأنواع ما يمنح فرصة أخرى لاتساع دوائر الخلاف والإختلاف وبالتالي وضعهم في المعادلة ومحاولة
تقريب وجهات النظر لمن فيه أمل ….!!
أما الباقون فهم إبتلاء وقدر …!!!
كل هذه الفئات تعي دورها وتعمل على تقنينه وتمكينه عدا …( فئة المساكين الكلمة تجيبهم وكلمة توديهم ) …
…!! ( وفئة من ليست لهم علاقة بمن يحكم طالما توفرت معينات الحياة ….!! )
( والفئة الثالثة أنصار الحاكم الواحد ذي القبضة الحديدية ….!! )
( والي حد ما الفئة التي تستعجل النتائج وتصل إلى أن الثورة قبرت وماتت …!!)
فهؤلاء الأربع فئات يكونوا مستغلين ( بفتح الغين ) وبامتياز من قبل الأخرى لتحقيق أهدافها
حيث يحدث شيئ من تلاقي الأفكار والتخيلات وهو لقاء وهمي عارض وغير حقيقي ..!!
ومن ثم ستعلم لاحقًا انها كانت مطية فقط للوصول وبعضها قد لايعلم …!!! ( شدة ماهو مسكين ) ….!!
ليجدوا بعدها أنفسهم خارج اللعبة والتشكيل والمعادلة …!!
ولكن يبقى القطاع العريض والمؤثر باق ولازالت في يده
مقاليد وزمام الأمور ….!!
وهو هذا الشعب الكبير بتاريخه وإرثه وثوارته ونضاله ورفضه للضيم والكبت والجبروت….!!
وتقديره الفطري للأمور وما إذا كانت تحتاج الي تداوي …أو تصحيح …!! أم جراحة …!!
شعب أقوى وأكبر ….قالها نهاراً جهاراً ….!!
( حرية سلام وعدالة ) والثورة خيار الشعب…!!
وقوله فصل …!! وليس بعده قول …!!!
ولكن إذا لم يتماسك في مثل هذه الظروف الدقيقة فهو معرض للهزات …!! والاختراق أحياناً ..!!
وواهم من يظن إنو الدولار دا قاعد يمشي براهو كدا تبعاً لحركة السوق والعرض والطلب ….!!
( وحركة الدولار تحرك كل ساكن ..!! وتقود قاطرة الأزمات ) …!!
ولا أعتب على من يفعل ذلك …!! ( دا شغلو وهدفو )
بقدر عتبي علي من يسمح بذلك …!!
( الخلى شغلو وهدفو …..!! )
نعم للتصحيح والتغيير والمراجعة وكل ما من شأنه المضي قدما بهذه الثورة إلى الأمام …والغايه أن يعيش المواطن بكرامة وتتوفر له لقمة العيش الكريم المتيسرة ….!!
لان الناس تعبت من الغلاء وذاقت الأمرين وعلى الحكومة ان تعلم ان الشعب قادر …
لتبقى الحقيقة الساطعة أنه في نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح …والله اعلم بالنوايا وما تخفي الصدور …!!
يمكروا ويمكر الله والله خير الماكرين ….!!
الشوارع لاتخون…..والأوطان لا تهون …!!
البعض لازال يؤمن بمتلازمة ثورة فانقلاب …!! فثورة ثم انقلاب ….!! وهكذا دواليك ..!!
صحيح أنها معادلة راتبه عندنا …!! لكن يجب أن نعلم أنه مع الإرادة الشعبية الجارفة والتي ليس لديها ما تخسره بجانب التطورات الدولية والإقليمية والتي باتت تفرض واقعا مغايراً فهي تستصحب وتقدر فداحة مثل هذا التوجه ولا تسمح به …..!!
وقد رأوا بأم أعينهم كيف يكون الثلاثين …!! ومن أين تهب الرياح …!!
ومن هم هؤلاء الناس …!
هدهدتو بى حبك سنـــيـــن ورويتو بالشوق والحنين
وأنا من زمان راجيك تجي …!!
عزيز انت يا وطني برغم قساوة المحن ….ورغم ضراوة التيار ……..!!
الله في …!!
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …