ذكريات النص كيلو سكر الصبر معاي شهرين
الطيب بشير
أخيرا انتهى رطل السكر الذي اشتريته يوم 2 رمضان!!..و القهوة بلا سكر صارت أحلى و حتى الشاي الأحمر بالنعناع الفريش لا يحتاج لشوية السكر اللي كنت بضيفو ليهو…طبعآ شاي اللبن من غير سكر أصلا..هذا مع ملاحظة أن شهر رمضان فيه استهلاك كبير للسكر و مع ذلك صمد ذلك الرطل لنحو خمسين يوما!!
السر في هذه القشرة عليك، عزيزي القاريء السوداني، هو أننا شعب يستهلك السكر بطريقة (تلاتة ملاعق و بعد داك نشوف)..و قد كنت عن نفسي من كبار مستخدمي ملاعق السكر بطريقة مثنى و ثلاث و رباع..لووووول…و بدأت الحرب على السكر باكرا جدآ…بدأتها بتقليد (المسغفين) و الناس (الفاهمين) لمن يقولوا ملعقتين لو سمحت أنا كمان أقول ملعقتين..و أفضل (ابللللللع)..كان ذلك على أيام الثانوي…و في فترة الجامعة انتقلت لملعقة واحدة…غالبا كانت مواصلة في إطار القشرة و المباهاة بأنني لا أقل تحضرا عن جماعة (ملعقة واحدة لو سمحت)…
في أمريكا وقفت أمام طاولة القهوة التي تعدها الشركة مجانا للموظفين و بعد ما ظبطت الكباية الكبيييييرة بتاعة الأمريكان ديك..اتلفت لي سكر ما لقيتو…سألت البنية عن السكر فقالت لي بالحرف الواحد:
we can order some sugar for you
أيواااااا…تجيبوهو مخصوص لي أنا؟؟..و انتو (الأمريكان على سن و رمح) تشربوها مسيخة سااااي…فتابعت مسيرة التقليد و تطورت على (المسغفين) هذه المرة و انضممت لمجموعة (البدون)..
أظن أن الإنسان يمكنه ترويض حاسة التذوق مع شيء من خداع النفس ليقتنع بالقليل جدا من السكر الضار هذا و بعد التدرج لفترة معقولة يصبح مذاق السكر مزعجا جدا لك، حتى أن الكثيرين يحدث لهم (طمام) من زيادة الكمية التي اعتادوها..
أضف لذلك أننا في السودان نلهث ماديا لتوفير السكر و يدخل في التموين و التهريب و الدعم و التحصيل…لماذا لا نقوم كشعب بتقليد (المسغفين) و من ثم (الأمريكان) و نقوم بتسفيه السكر؟؟..قليل من التوعية الطبية و الحملات الإعلامية و ينجح الأمر..
بقي أن نشير إلى أن الرد المكرر لدعوة التقليل من السكر هو (ياخ هو نحن عندنا غير السكر غذاء؟؟) طبعا هذه كذبة كبرى فلا هو غذاء و لا كثرته تفيد!! أقصد السكر بتاع الرطل الكمل مني ده، لكن ممكن سكر الفواكه و البدائل الأخرى و الطبيب أو المتخصص تغذية ممكن يفيدنا أكثر..
أنا غالبا أشتري سكر بكرة بعد بكرة إن شاء الله..لكن من هنا لحد ما أشتريهو مستمتع بالطعم المدهش للشاي و القهوة و العصائر بلا سكر..و نهديكم مدحة (من الحلو ما بحول…بمدح سيد الفحول..يا اب علامة…سيدي الخصب المحول)
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …