‫الرئيسية‬ رأي ذكريات النص كيلو سكر الصبر معاي شهرين
رأي - أغسطس 25, 2020

ذكريات النص كيلو سكر الصبر معاي شهرين

الطيب بشير

أخيرا انتهى رطل السكر الذي اشتريته يوم 2 رمضان!!..و القهوة بلا سكر صارت أحلى و حتى الشاي الأحمر بالنعناع الفريش لا يحتاج لشوية السكر اللي كنت بضيفو ليهو…طبعآ شاي اللبن من غير سكر أصلا..هذا مع ملاحظة أن شهر رمضان فيه استهلاك كبير للسكر و مع ذلك صمد ذلك الرطل لنحو خمسين يوما!!
السر في هذه القشرة عليك، عزيزي القاريء السوداني، هو أننا شعب يستهلك السكر بطريقة (تلاتة ملاعق و بعد داك نشوف)..و قد كنت عن نفسي من كبار مستخدمي ملاعق السكر بطريقة مثنى و ثلاث و رباع..لووووول…و بدأت الحرب على السكر باكرا جدآ…بدأتها بتقليد (المسغفين) و الناس (الفاهمين) لمن يقولوا ملعقتين لو سمحت أنا كمان أقول ملعقتين..و أفضل (ابللللللع)..كان ذلك على أيام الثانوي…و في فترة الجامعة انتقلت لملعقة واحدة…غالبا كانت مواصلة في إطار القشرة و المباهاة بأنني لا أقل تحضرا عن جماعة (ملعقة واحدة لو سمحت)…
في أمريكا وقفت أمام طاولة القهوة التي تعدها الشركة مجانا للموظفين و بعد ما ظبطت الكباية الكبيييييرة بتاعة الأمريكان ديك..اتلفت لي سكر ما لقيتو…سألت البنية عن السكر فقالت لي بالحرف الواحد:
we can order some sugar for you
أيواااااا…تجيبوهو مخصوص لي أنا؟؟..و انتو (الأمريكان على سن و رمح) تشربوها مسيخة سااااي…فتابعت مسيرة التقليد و تطورت على (المسغفين) هذه المرة و انضممت لمجموعة (البدون)..
أظن أن الإنسان يمكنه ترويض حاسة التذوق مع شيء من خداع النفس ليقتنع بالقليل جدا من السكر الضار هذا و بعد التدرج لفترة معقولة يصبح مذاق السكر مزعجا جدا لك، حتى أن الكثيرين يحدث لهم (طمام) من زيادة الكمية التي اعتادوها..
أضف لذلك أننا في السودان نلهث ماديا لتوفير السكر و يدخل في التموين و التهريب و الدعم و التحصيل…لماذا لا نقوم كشعب بتقليد (المسغفين) و من ثم (الأمريكان) و نقوم بتسفيه السكر؟؟..قليل من التوعية الطبية و الحملات الإعلامية و ينجح الأمر..
بقي أن نشير إلى أن الرد المكرر لدعوة التقليل من السكر هو (ياخ هو نحن عندنا غير السكر غذاء؟؟) طبعا هذه كذبة كبرى فلا هو غذاء و لا كثرته تفيد!! أقصد السكر بتاع الرطل الكمل مني ده، لكن ممكن سكر الفواكه و البدائل الأخرى و الطبيب أو المتخصص تغذية ممكن يفيدنا أكثر..
أنا غالبا أشتري سكر بكرة بعد بكرة إن شاء الله..لكن من هنا لحد ما أشتريهو مستمتع بالطعم المدهش للشاي و القهوة و العصائر بلا سكر..و نهديكم مدحة (من الحلو ما بحول…بمدح سيد الفحول..يا اب علامة…سيدي الخصب المحول)

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …