توقيف البرهان بتهمة التحريض على تقويض الدستور
فتحي البحيري :
الوضع القانوني الطبيعي ان اي ضابط عسكري أو ناشط مدني يطلب على الملأ ان يتم انتدابه لقلب نظام الحكم القائم بالقوة “يجب” توقيفه ومحاكمته وتشديد العقوبة عليه الى درجة الاعدام أو عقوبة اشد قسوة اذا وجدت. ولا ينبغى على الاطلاق ان يستثنى من ذلك كائنا من كان… بداهة اننا ولجنا منذ سنة على الاقل … الى عهد انتقالي محكوم بالمساواة أمام القانون وسيادة احكامه وبوثيقة دستورية يتولى عبرها أشخاص مدنيون وعسكريون مهام ووظائف محددة ومقيدة منصوصة وموصوفة داخل هذه الوثيقة .. ولا يوجد من بينهم .. ولا حتى برهان ولا حمدوك نفسه .. من تمنحه الوثيقة الدستورية صلاحيات مطلقة تجعله فوق نصوصها أو فوق المحاسبة أو المساءلة أو القانون.
على المؤسسة العسكرية وضباطها وجنودها الوطنيين الشرفاء الملتزمين بابجديات اخلاقها التي تفرض عليهم عدم الانتماء لاي جهة سياسية ان يضعوا حدا لهذه المهزلة التي لازالت مستمرة وتوقيف البرهان ومن حوله من الضباط المنتمين للحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني ومحاكمتهم بالقوانين العسكرية السارية على هذه الجريمة “الثابتة” بالدليل العلاني القاطع وكل جرائمه السابقة المتعلقة بالدفاع الشعبي والمليشيات العشائرية واستغلال اسم الجيش للتربح المالي محليا واقليميا وجرائم الحرب والابادة الجماعية التي شارك فيها طيلة السنوات الثلاثين الكالحة الماضية بما في ذلك طبعا تلك البلقاء في مجازر فض اعتصام القيادة والاعتصامات الاخرى بالعاصمة والاقاليم .
وعلى طبقة النادي السياسي القديم العاجزة المتكلسة والتي لا تزال تكابر وتتمنع عن استيعاب وهضم حقيقة هذه الثورة المجيدة التي تجاوزت بدماء شهدائها الزكية كل ما هو خذول ومترترت ومرخرخ ان تتوحد خلف قيادة الثوار لا السياسيين، والذين يمكن ان تشكل قمة الجهاز التنفيذي المدني متمثلة في دكتور حمدوك رمزية وايقونة لهم جميعا يلتف السودانيون كلهم حولها .. بما في ذلك شرفاء الجيش والقوات النظامية الاخرى ومفصوليهم ومعاشييهم وان لا يخفضوا ابدا سقف اهدافهم عن توقيف البرهان ومحاكمته سواء داخليا أو بواسطة الجنائية الدولية وإن يتم عزل كل الاصوات النشاز التي ستشرع من جديد في الرترتة والرخرخة والخذلان والاستهبال حيال هذا الاستحقاق القانوني والوطني والانساني الواضح.
والذي يتعين على لجان المقاومة في طول البلاد وعرضها والقوى الثورية والمهنية والمدنية الاخرى ان ترفع التمام الثوري الان الان في جدول تصعيدي تصاعدي لانهائي ينظم هذه الجماهير الابية داخل وخارج القوات المسلحة في استئناف لا يقل مجدا وعبقرية وادهاشا وسلمية لهذه الثورة السلمية المدهشة العبقرية المجيدة، استئنافا لا يتوقف حتى يحقق هذا الهدف الثوري الوطني العزيز وبقية اهداف الثورة وكل ذلك … بالقانون !!
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …