‫الرئيسية‬ منوعات سرقة الحيوانات النادرة حول العالم.. تجارة مقننة في الاتحاد الأوروبي
منوعات - سبتمبر 18, 2020

سرقة الحيوانات النادرة حول العالم.. تجارة مقننة في الاتحاد الأوروبي

منوعات – الشاهد :
(بسنت الشرقاوي- الشروق)

يعتبر حيوان أبو بريص الملون ذو القدمين، مخلوقًا نادرًا ساحر المظهر، من فصيلة السحالي، المتوطن في صحراء ناميب، والمحمي على الصعيد الوطني في جنوب إفريقيا، حيث يُعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض بشكل كبير، لكن مع ذلك يتم جمعه بانتظام لتجارة الحيوانات الأليفة للدول الغريبة، بل إنها ظهرت للبيع على صفحات “Facebook” الأوروبية.
تجارة أبو بريص على شبكة الإنترنت، مجرد حالة واحدة تمت مناقشتها في تقرير جديد نشرته “Pro Wildlife”، وهي مجموعة رعاية للحيوانات وحماية الأنواع مقرها في ألمانيا.
ويوثق التقرير أكثر من 120 نوعًا من الزواحف والبرمائيات المحمية في بلدانهم الأصلية، والتي يتم تداولها بشكل قانوني داخل أوروبا بسبب افتقار الاتحاد الأوروبي إلى حواجز وضوابط التجارة الداخلية.
ويذكر التقرير، الذي نشره موقع “موناجابي” لعلوم البيئة، أن ما يقرب من ثلاثة أرباع أنواع الزواحف، وأكثر من 80% من أنواع البرمائيات التي تم صيدها في تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة في أوروبا، غير مدرجة أيضًا في “CITES”، وهي المعاهدة متعددة الأطراف التي تحظر أو تنظم بشكل صارم التجارة الدولية للأنواع المهددة.
تقول ساندرا ألثيرر، المؤلفة المشاركة في كتابة التقرير والمؤسس المشارك في مجموعة “Pro Wildlife”، لمونجاباي “ليس من غير القانوني امتلاك هذه الحيوانات وبيعها داخل أوروبا نحن نحاول مواصلة الضغط على الاتحاد الأوروبي للمضي قدمًا في وقف هذا الأمر”.
وأضافت “الوقت جيد جدًا للحديث عن التقنيين لأن الاتحاد الأوروبي يناقش فقط خطة العمل الخاصة بالحياة البرية، وأيضًا استراتيجية التنوع البيولوجي الخاصة به وبالتالي فإن لديهم الأدوات اللازمة لمكافحة جريمة الحياة البرية هذه، ولكن نشعر أنهم بحاجة إلى دفعة”.
وأوضحت “ألثيرر” أنه ضمن الحيوانات النادرة المباعة بطرق غير شرعية، ضفدع شجرة سيلفيا الملون، وهو نوع جديد وجد في كوستاريكا، تحدثت عنه صحيفة علمية في عام 2018، ليتم بيعه في العام التالي، بمعرض “Terraristika” التجاري في مدينة هام بألمانيا، على الأرجح نتيجة للموقع الجغرافي الذي تم نشره في الصحيفة.
ويعتبر هذا التقرير الثالث في سلسلة “Stolen Wildlife” التابعة لمجموعة “Pro Wildlife”، حيث ناقش التقريران الأولان، اللذان نُشرا في عامي 2014 و2016، نفس القضية، فيما يبرز هذا التقرير الثالث أن هذه التجارة لا تزال تحدث، بل وقد أصبحت أكثر شمولاً.
وتقول ساندرا، إنه عندما بدأوا طرح هذه القضية لم تكن لديهم أية فكرة لإنتاج سلسلة لمناقشة للقضية بكاملها، لكن المشكلة هي أن الاتحاد الأوروبي ليس مرنًا سياسياً للغاية، وحتى الآن لم يتم استهداف هذه المشكلة”.
وأشارت إلى أن التقرير الجديد يتعلق بالتطورات التي جرت في السنوات الأخيرة، حيث تجري المحاولة لإثبات ان الكثير لم يتغير، وأن المزيد من البلدان مستهدفة بهذا النوع من جرائم الحياة البرية”.
وتراقب ساندرا وزملاؤها في المجموعة بانتظام منصات البيع عبر الإنترنت، بما في ذلك مجموعات “فيسبوك” المغلقة، وموقع “Terraristika.com” الإلكتروني، الذي يعرض حدثا سنويا، وصف بأنه أكبر معرض تجاري للزواحف في العالم، حيث يبدو أن التجار مهتمون بشكل خاص بالأنواع ذات أنماط الألوان الزاهية وغيرها من السمات البيولوجية المدهشة، بالإضافة إلى الأنواع التي تم تحديدها حديثًا، والتي تُقدر غاليا لندرتها.
وفي كثير من الحالات، يبدو أن التجار يتعقبون أنواعًا جديدة بناءً على المعلومات الجغرافية المنشورة في الأوراق العلمية، وتقول ساندرا: “مواقع البيع تمثل لهم نظام خرائط (GPS) للبحث عن أماكن حيوانات جديدة ثمينة حول العالم”.

‫شاهد أيضًا‬

الإرادة

ريم عثمان : كتابات حرة الحياة رحلة طالت أو قصرت تحتاج أن نعيشها بسعادة وعطاء، أن نأخذ منها…